كتاب اليوم من تأليف باحث وكاتب وصحفي سعودي هو عبدالله بن بجاد العتيبي ومنشورات دار مدارك للنشر. ولد في قرية مصدة في نجد والتي تقع بالقرب من مدينة الدوادمي, درس في مدرسة القرية ثم أكمل المراحل الدراسية حتى نهاية الثانوية العامة في الرياض سنة ١٩٨٠. الكاتب له تاريخ صاخب وماضي حافل فقد إنضم الى التيار الصحوي السلفي سنة ١٩٨٩ ولكنه بدَّلَ توجهه الديني والفكري بإنضمامه الى تنظيم الإخوان المسلمين سنة ١٩٩١ وسجن بسبب ذلك(١٩٩٢-١٩٩٤) ثم إنشقَّ عن الإخوان وهرب بسبب الملاحقة الأمنية بعد أحداث تفجيرات العليا الى الأردن واليمن ودول عربية أخرى وعاد الى السعودية بعد عامين بتغيير كبير في أفكاره بعد إطلاعه على كتابات ومؤلفات الماركسية والعلمانية المختلفة. وقد كان عبدالله بن بجاد العتيبي من خلال انضمامه للتيار السلفي الصحوي قد تتلمذ على عدد من رجال الدين لعل أشهرهم الشيخ عبد العزيز بن باز, محمد الحسن الددو الشنقيطي وعبدالله بن جبرين وغيرهم. يساهم عبدالله بن بجاد العتيبي في الكتابة في عدد من الصحف والمواقع الإخبارية منها الشرق الأوسط والعربية والحياة.
كتاب اليوم يقدِّم صورة تفصيلية عن أحداث الربيع العربي المشؤوم خلال الفترة(٢٠١١-٢٠١٢) وإن كان المؤلف منحاز في وجهة نظره. في القرآن الكريم آية رقم ٢٨٦ من سورة البقرة {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ولذلك فأنا لا أبالغ ولاأحمل الأمور فوق قدرتها واستطاعتها ولكن الإعلامي في النهاية ملتزم بالسياسة التحريرية للجهات والمؤسسات التي يتعامل معها وملتزم بالتعبير عن وجهة نظرها فيما يتعلق بالقضايا التي تحدث بشكل يومي وذلك يشمل العالم بأكمله. وأنا وإن قد قرَّرتُ أن أكتب عن مؤلفين عرب في مشروعي بالكتابة عن مائة كاتب وكتاب لتعريف القارئ العربي بهم والتشجيع على القرائة, إلا أن ذلك لا يلغي معارضتي لآراء ووجهات نظر بعضهم. وفي الوقت نفسه, تلك المعارضة لا تلغي احترامي لهم لجهودهم واحترامي حقهم في التعبير عن رأيهم أو حتى رأي الجهة أو المؤسسة الإعلامية التي يعملون لصالحها.
عدد كبير من المقالات التي قام الكاتب بنشرها خلال تلك الفترة الزمنية في صحف مثل الحياة والشرق الأوسط ووسائل إعلامية أخرى وهي تحتوي على كم من الأفكار لا يمكن مناقشتها في ملخص كتاب أو محاولة تقديم تعريف للكتاب. أما بالنسبة الى موقفي الشخصي فهو واضح وصريح, معارض للربيع العربي في سوريا أو تونس أو مصر أو حتى السعودية. الثورات التي يصفونها أنها سلمية ليست إلا محاولة لتجميل وتلميع العنف المسلح الذي يهدف في النهاية إلى الإستيلاء على السلطة.
إنَّ مشكلة الديمقراطية هي أنها حكم الأقلية حيث تتصارع تيارات مختلفة للفوز بعدد أكبر من أصوات الناخبين الذي يتناقصون يوما بعد يوم حيث قد لا تبلغ نسبة المشاركة في بعض البلدان 30% من الناخبين المؤهلين للتصويت. حتى في الولايات المتحدة التي تعتبر بلد الحريات وأيقونة الديمقراطية في العالم, تم تصميم الدستور الأمريكي ونظام الانتخابات للحفاظ على حكم النخبة السياسية وامتيازاتها في مواجهة عامة الشعب. في الولايات المتحدة هناك برامج تلفزيونية تسخر من جميع السياسيين والشخصيات العامة ومشاهير هوليود, حتى الرئيس الأمريكي يتعرض للسخرية والنقد اللاذع. ولكن في النهاية, أولئك جميعا يسخرون من الشعب: الرئيس يتخذ قرارات رغم المعارضة الشعبية, السياسيون يتلقون الأموال من لوبيات الضغط, المشاهير يضيفون أصفارا الى حساباتهم البنكية ورجال الأعمال يتهربون من الضرائب.
إن الثورة الحقيقة هي تلك التي تؤدي الى نتيجة فاعلة في أقصر وقت ممكن مع التعرض الى أقل الخسائر, من الممكن دراسة الثورة الكوبية التي قادها فيديل كاسترو وشقيقه راؤول مع تشي غيفارا أو ثورة غاندي في الهند نماذج ثورات ناجحة في زمننا المعاصر.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية