إنَّ أقل مايمكن أن توصف به المعلومات التي ذكرها البروفيسور أنتوني ساتون في كتابه "وول ستريت والثورة البلشفية" أنها صادمة للغاية. رؤوس الأموال اليهودية التي تسيطر على بنوك وول ستريت هي التي موَّلت ودعمت ثورة ١٩١٧ البلشفية في روسيا وجميع الكوادر المؤسسين كانوا من اليهود بإستثناء فلاديمير لينين وجوزيف ستالين.
ليون تروتسكي والذي لعب دورا محوريا في ثورة أكتوبر/١٩١٧ البلشفية كان تلميذ مدرسة تلمودية يهودية وإسمه الحقيقي هو ليف دافيدوفيتش برونشتاين وقد تولى مناصب مثل مسؤول الدعاية في مفوضية الشعب و مفوض الحرب في أول حكومة سوفياتية بعد الثورة. إنَّ مهمة ليون تروتسكي من الممكن إختصارها بفضح بنود المعاهدات السرية التي تم توقيعها بين روسيا وكل من فرنسا وبريطانيا من أجل تقاسم تركة الدولة العثمانية والتي كانت يُطلَقُ عليها رجل أوروبا المريض. إنَّ الهدف مما قام به تروتسكي كان يحقِّقُ مصلحة الولايات المتحدة في الضغط على دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا في حصولها على حصة من تقاسم مناطق النفوذ والدول التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية.
إنَّ كتاب البروفيسور ساتون كشف النقاب عن أنَّ ليون تروتسكي قد سافر الى روسيا من الولايات المتحدة مستخدما جوازَ سفر صادر من حكومة الولايات المتحدة وبتوصية شخصية من الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون. كما أنه قد تلقى تمويلا بلغ 10 آلاف دولار أمريكي جعل من الممكن تأسيس صحيفة "برافدا" لسان الحال الناطق بإسم الحزب الشيوعي الروسي والثورة البلشفية. مصدر ذلك التمويل كان ألمانيا القيصرية كما ذكر المستشار الألماني جورج فون هيرتلينغ ولكن من الصعوبة تحديد الجهة المسؤولة في ألمانيا عن ذلك التمويل وإن كان يُعتَقد أنها على صلة وثيقة بالحكومة الألمانية وربما قيادة هيئة أركان الجيش الألماني أو القيصر الألماني.
كانت هناك منافسة بين ألمانيا القيصرية والولايات المتحدة على تقديم الدعم إلى الثورة البلشفية والهدف هو السيطرة على ثروات روسيا وتأمين العقود المريحة لمصلحة أباطرة المال والمرابين الدوليين. الولايات المتحدة نجحت من خلال الثورة البلشفية وشعارات ليون تروتسكي عن الثورة المستمرة في تصدير تلك الثورة الى المانيا نفسها مما إضطرها تحت ضغط الوضع الداخلي المضطرب وإضطراب خطوط الإمداد والتموين الى القبول بشروط معاهدة فرساي على الرغم من أن القوات الألمانية كانت متقدمة على جميع الجبهات خصوصا في فرنسا حيث كانت تهدِّدُ العاصمة الفرنسية باريس.
صحيفة الواشنطن بوست نشرت في عددها الصادر بتاريخ ٢/فبراير/١٩١٨ أن مدير بنك الإحتياطي الأمريكي في نيويورك ورئيس بعثة الهلال الأحمر الأمريكي الى روسيا وليام تومبسون تواجد في مدينة بتروغراد في الفترة يوليو الى نوفمبر من سنة ١٩١٧ وقدَّم مبلغ مليون دولار الى البلاشفة بهدف تصدير الثورة الى المانيا والنمسا. إن مصدر ذلك التمويل كان جي بي مورغان الذي قام بتحويل المبلغ إلى فرع بنك ناشيونال سيتي في مدينة بتروغراد الذي تم استثنائه من إجراءات التأميم التي قام بها البلاشفة.
جي بي مورغان الذي يعتبر أحد أبرز أباطرة المال الذين لعبوا دورا في دعم الثورة البلشفية قام بتقديم الدعم في الوقت نفسه الى خصوم ومعارضي تلك الثورة وذلك بهدف فتح خطوط اتصال مع جميع الأطراف في روسيا والحصول بعد إنتصار أحدها على عقود مربحة في جميع المجالات في بلد أعاد بناء نفسه من الصفر وكان في حاجة إلى كل شيء من مواد أولية وغذائية ومصادر الطاقة خصوصا البترول والفحم وبنية تحتية وصناعية.
هناك الكثير من الخيوط التي تتبعها البروفيسور ساتون في تاريخ العلاقة بين أباطرة المال والمرابين الدوليين في وول ستريت والثورة البلشفية. إنَّ تلك الخيوط من التعقد والتشابك حيث يستحيل أيضاحها من خلال شرح ومختصر التعريف بالكتاب ومؤلفه ولابد من قرائة الكتاب وهو مترجم الى العربية ويمكن تحميله من على الشبكة العنكبوتية أو شرائه من المكتبات ومواقع بيع الكتب على الإنترنت.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment