Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, April 19, 2022

Against Elections: The Case for Democracy

هناك عزوف بين مواطني الدول الغربية والأوروبية عن المشاركة في العملية الانتخابية بسبب فقدان ثقتهم في المؤسسات السياسية والسياسيين الذين يعملون لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح ممولي حملاتهم الإنتخابية. إن قضية المال السياسي وتمويل الحملات الانتخابية قضية مثيرة للخلاف حيث يتجدد الجدل حولها مع كل إنتخابات رئاسية أو نيابية خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قررت سنة 2010  المحكمة الأمريكية العليا, أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة, التصويت لصالح قرار رفع الحظر المفروض على تمويل الحملات الإنتخابية من قبل الشركات الربحية والغير ربحية وكذلك النقابات والهيئات العمالية. 

هناك فجوة بين البرامج الإنتخابية وما يتحقق منها على أرض الواقع. تلك البرامج الإنتخابية مجرد وعود وبعضها مستحيل أو صعب التحقيق. ولكن مسألة التمسك بالوهم قديمة قدم التاريخ نفسه, عالم وهمي في مخيلة سياسيون يمتلكون مهارات الخطابة وآخرون ينخدعون بتلك الوعود الزائفة ويستمرون في انتخاب السياسيين المخادعين.

ديفيد فان ريبروك هو كاتب ومؤرخ بلجيكي من مواليد مدينة بروج في مقاطعة فلاندر الغربية شمال غرب بلجيكا. درس الآثار والفلسفة في جامعة لوفان البلجيكية وحصل على درجة الماجستير في علم الآثار العالمي من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة. يكتب ديفيد في عدد من المجالات منها:  الروايات التاريخية والأدب غير الخيالي والروايات والشعر والمسرحيات والنصوص الأكاديمية. وقد حاز على عدد من الجوائز الأدبية والثقافية منها جائزة "أوجوردويي" التي منحت له سنة 2013 عن كتاب "Congo: The Epic History of a People" وجائزة (AKO) الهولندية في مجال الأدب وجائزة ليبريس(Libris) في مجال التاريخ. 

يعالج ديفيد فان ريبروك في كتاب "ضد الإنتخابات, قضية الديمقراطية-Against Elections: The Case for Democracy" مسألة مهمة يرفض الكثيرون الإعتراف بها وهي الخلط بين الإنتخابات والديمقراطية وأن العملية الديمقراطية التي تعاني من مشكلتين إثنتين هما أزمة الكفائة والشرعية تحتاج الى إعادة إحياء لأن نعيش في ظل نظام عفا عليه الزمن بينما الثورة في مجال الاتصالات والإنترنت خصوصا وسائل التواصل الإجتماعي تسمح لنا بتوسيع وتعميم التجربة الديمقراطية الحقيقية بعيدا الإنتخابات التي يعتبرها الكاتب جزأً من المشكلة وليس الحل.

في المقدمة القصيرة لكتاب "ضد الإنتخابات, قضية الديمقراطية", يتحدث المؤلف عن نتائج الإنتخابات الأخيرة على مستوى العالم الذي أنتجت: شعبوية تروج للخوف, عدم ثقة في مؤسسات الدولة والقدح الشخصي(الشخصنة) بعيدا عن أي حوار منطقي أو نقاش عقلاني. ولكن جذور الديمقراطية على مدى ثلاثة آلاف سنة لم تكن تتضمن أي إنتخابات على الإطلاق بل مزيجا من العمل التطوعي والاختيار عن طريق القرعة العشوائية. وبناء على التجارب والدراسات من جميع أنحاء العالم فإن الغرض الحقيقي من الإنتخابات هو إبعاد المواطنين العاديين من المشاركة في صنع القرار عن طريق تعيين مجموعة من الأشخاص من النخبة للحكم عليهم والسيطرة على دوائر صنع القرار.

ولقد كانت الأزمة التي عانتها بلده بلجيكا التي بقيت من دون حكومة لمدة سنة ونصف تقريبا هي أحد الأسباب التي دفعت الكاتب الى تأليف ذلك الكتاب. الإنتخابات هي عامل يشِلُّ الديمقراطية, "نحتقر المنتخبين ونقدس الإنتخابات" كما يذكر الكاتب والمؤرخ في مؤلَّفهِ. الأحزاب والمؤسسات السياسية فاسدة الى اقصى الحدود حيث دخل المال السياسي اللعبة بقوة. الطبقة الأرستقراطية هي التي تحكم مع إستخدام الإنتخابات وسيلة مساعدة بشكل رئيسي. كما أن العملية الإنتخابية التي توصف بأنها ديمقراطية قد أدت الى وصول أشخاص مثل هتلر إلى الحكم. الثورتين الفرنسية والأمريكية هدفتا ليس إلى نشر مبادئ الديمقراطية وإنهاء حكم الطبقة الإقطاعية والأرستقراطية بل الى استبدال النموذج الوراثي بنموذج آخر مختلف في الشكل وليس في المضمون, أرستقراطية المصالح التي يحكمها المال بدلا من الأرستقراطية الوراثية.

الديمقراطية التداولية وليس الإنتخابية أثبتت نجاحا في عدد من الدول وهي تعتبر الأنجح حين انتقالها من المستوى المحلي الى الوطني وليس العكس. في إيرلندا, سمح لعدد من المواطنين تم اختيارهم عشوائيا من مختلف التوجهات في المجتمع بالإضافة إلى عدد آخر تم انتخابه بالمشاركة في إبداء آرائهم أمام مجلس مراجعة الدستور. إن 66 مواطنا تم اختيارهم بطريقة القرعة و33 بطريقة الإنتخابات ساهموا في تعديل 8 بنود في الدستور الإيرلندي بعضها مثير للجدل حيث كانت لهم حرية الإختيار ومشاورة من يرونه مناسبا قبل إبداء آرائهم علانية أمام المجلس. ولاية تكساس الأمريكية تعتبر رائدة في مجال الطاقة البديلة رغم أنها تاريخيا تعتبر أحد أهم الولايات الأمريكية في إنتاج النفط وكل ذلك في إطار تغييرات تم إتخاذ القرار حولها بطريقة تدريجية وفي إطار الديمقراطية التداولية حيث يتم التعامل مع المواطنين على أنهم مواطنون وليس على أنهم قطيع إنتخابي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...