Flag Counter

Flag Counter

Friday, September 16, 2022

Wall Street and the Rise of Hitler

الطبعة الأولى للكتاب صدرت سنة ١٩٧٦م وأعيد طبعه عدة مرات آخرها سنة ٢٠٢٢م. المؤلف هو أنتوني ساتون من المملكة المتحدة عالم إقتصاد ومؤرخ كان يقوم بالتدريس في الجامعات البريطانية والجامعات الأمريكية, جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس في الولايات المتحدة و جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة. إنَّ كتاب "وول ستريت, صعود هتلر إلى السلطة أثار حالة جدلية غير مسبوقة بسبب اعتماد الكاتب على الحقائق الدامغة والوثائق مما أدى الى تسريح البروفيسور ساتون من عمله ووقف تمويل أبحاثه. الكتاب وجَّه ضربة قاضية الى محرقة اليهود(الهولوكوست) حيث أن صعود وتطوير هتلر والرايخ الثالث كان على يد كبار رجال المال والصناعة من اليهود الأمريكيين خصوصا مصارف وول ستريت التي تمتلكها أسر يهودية أمريكية مثل مورغان, روكفلر وروتشيلد.

هناك أخبار غير مؤكدة كما ذكر البروفيسور ساتون في كتابه أن بروز أدولف هتلر إلى واجهة الأحداث في المانيا وصعوده الى السلطة بداية من محاولة الإنقلاب الفاشلة (البير هول) سنة ١٩٢٣م قد تم تمويلها ودعمها من بنوك وأثرياء أمريكيين خصوصا رجال النفط جون روكفلر, عملاق صناعة السيارات هنري فورد و أسرة مورغان المصرفية. الإتحاد السوفياتي وفي عدة مناسبات وجه اتهامات مباشرة الى مصر في وول ستريت بأنهم قدموا الدعم الى الحركات الفاشية والنازية بهدف إضعاف الإتحاد السوفياتي.

البداية كانت في جمعية ظهرت في ألمانيا خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وتدعى ثول (Thule) وهي جمعية غامضة إنتشرت حولها الكثير من الإشاعات وأنَّ أعضائها كانوا يمارسون طقوس عبدة الشيطان والسحر الأسود. الجمعية في مبادئها كانت معادية للشيوعية حيث أنَّ الشيوعيين في المانيا كانوا يتبنون فكرا معاديا لليهود ويعملون على نشر بروتوكولات حكماء صهيوني والدعاية لها في الأراضي الألمانية. الدعاية الشيوعية جعلت من اليهود السبب الرئيسي في خسارة ألمانيا للحرب العالمية الأولى وظهر الى الواجهة السياسية عدد من الشباب الألماني المتحمس الذي يقال أنَّ بعضهم كانوا أعضاء في الجمعية مثل أدولف هتلر, هاينريش هيملر و رودولف هيس كانوا أعضاء في الجمعية التي كانت تطلب من أعضائها توقيع إقرار بنقاء عرقهم الآري من أي دماء يهودية أو إفريقية. 

هناك الكثير من الأدلة كما ذكر البروفيسور ساتون في كتابه على التعاون الذي كان قائما بين شركات أمريكية وألمانية وعلى تمويل بنوك وول ستريت هتلر والحركة النازية مثل المراسلات والوثائق من فترة حكم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. أحد تلك الوثائق هي رسالة مؤرخة ١٩/أكتوبر/١٩٣٦ صادرة من السفير الأمريكي في ألمانيا وليام دود الى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وملخصها في النقاط التالية:

١- الرئيس الأمريكي السابق وودرو ويلسون تحدث الى السفير عدة مرات أحدها محادثة جرت بينهما تاريخ ١٥/أغسطس/١٩١٥ حول مخاوفه من أنَّ السلام والديمقراطية في أوروبا في طريقهم الى التفكك وأنه لا يمكن عمل شيئ بخصوص ذلك.

٢- هناك في الوقت الحالي أكثر من ١٠٠ شركة أمريكية لها فروع أو لديها تحالفات وتفاهمات واتفاقيات مع شركات ألمانية. أحد تلك الشركات هي دوبونت التي لديها تحالفات وتفاهمات مع ثلاثة شركات ألمانية في مجال صناعة الأسلحة. شركة آي جي فاربين هي أحد أهم شركاء شركة دوبونت وهي تدفع مبلغ ٢٠٠ ألف مارك ألماني سنويا الى شركة دعاية أمريكية من أجل التأثير على الرأي العام الأمريكي.

٣- شركة النفط الأمريكية ستاندرد أويل أرسلت مبلغ ٢ مليون دولا إلى ألمانيا سنة ١٩٣٣ من أجل تمويل عملياتها هناك ومبلغ ٥٠٠ ألف دولار إضافي من أجل تمويل عمليات تطوير تساعد الدولة الألمانية على إنتاج غاز (Ersatz) للاستخدامات العسكرية.

٤- الشركات الأمريكية العاملة في ألمانيا كان لا يسمح لها بتحويل أرباحها الى الخارج نقدا بل كان عليها شراء بضائع وخدمات ألمانية. شركات مثل شركة الحصادات العالمية, فورد, جنرال موتورز وغيرها زادت نسبة أعمالها في ألمانيا ٣٣% ولكنه كان لا يمكن تحويل أرباحها خارج ألمانيا.

وثيقة أخرى من مراسلات السفير وليام دوود يتحدث فيها عن شركة النفط الألمانية (Vacuum Oil Company) وهي أحد فروع شركة نفط أويل ستاندردز أوف نيويورك التي قامت ببناء مصفاة نفط قرب منطقة ميناء هامبورغ وتقوم بالتنقيب عن النفط في ألمانيا. الشركة وجدت كميات نفط يمكن إستغلالها تجاريا قرب مدينة هانوفر ولكن كميات الإحتياطي المقدَّرة ليست كبيرة. السفير يتحدث عن مدير الشركة Dr. Engelbrecht الذي زاره في مكتبه رفقة الملحق التجاري الأمريكي في ألمانيا وأنَّ سبب الزيارة كانت من أجل تقديم توصية لدى الحكومة الألمانية تعويض الشركة كما حصل مع شركات نفط (ألمانية) أخرى قامت الحكومة بتعويضها بعد عدم عثورها على النفط. 

وعلى رأس الهرم الاقتصادي والتعاملات المالية على مستوى العالم خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى كان بنك التسويات الدولي(BIS) في مدينة بازل السويسرية والذي كان ممثِّلُ ألمانيا النازية فيه هو وزير الإقتصاد يالمار شاخت والذي شغل سنة ١٩٣٣ منصب محافظ البنك المركزي الألماني(Reichsbank) وكان مسؤولا عن مفاوضات خطتي داوز ١٩٢٤ ويونغ ١٩٢٩ حول دفع تعويضات حرب المانية الى دول الحلفاء. يالمار شاخت قبضت عليه سنة ١٩٤٤ قوات الحلفاء وقدَّمته الى المحاكمة في نورمبرغ سنة ١٩٤٦ وحكم عليه ٨ سنوات سجن وتم الغاء الحكم سنة ١٩٤٨ من خلال محكمة الإستئناف وتولى مدير مالية برلين سنة ١٩٥٠. يالمار شاخت كان المسؤول الأول عن إدارة الإقتصاد الألماني خلال فترة الحرب وحتى خلال المرحلة التي سبقت الحرب. 

إنَّ يالمار شاخت كان أحد شخصين يعتبران صلة وصل بين أدلف هتلر و بنوك وول ستريت. الشخص الأخر هو إرنست هانفستاينجل(Ernst Hanfstaengl) وهو رجل أعمال أمريكي من أصل ألماني وكان مقربا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

إن المثير للدهشة عن فحص السيرة الذاتية الخاصة بوزير الإقتصاد الألماني يالمار شاخت هي أنه ولد في ألمانيا بالصدفة لأن والدته تعرضت إلى وعكة صحية ألزمته البقاء هناك بينما كان والده يعمل في إحدى شركات البورصة الأمريكية التي تتبع المصرفي جي بي مورغان ولها فرع في ألمانيا. يالمار شاخت لديه شقيق يدعى وليام شاخت ولد في الولايات المتحدة وبالتالي يحمل الجنسية الأمريكية. عائلة شاخت كانت تعتبر عائلة متنفذة ولها صلات مع كبريات بنوك وول ستريت والمصرفيين وشركات النفط وحتى مسؤولين حكوميين أمريكيين.

هناك الكثير من المعلومات في الكتاب الذي يفضح تعامل شركات أمريكية, رجال أعمال, أثرياء ومصرفيين في وول ستريت مع النظام النازي وزعيمه أدولف هتلر. هناك معلومات أن دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين كانوا يلتقون هتلر منذ سنة ١٩٢٠م وأنهم وجدوا فيه ضالتهم من أجل صناعة عملاق نازي يقف في وجه الإتحاد السوفياتي الشيوعي حتى يضعف الطرفان وذلك لمصلحة رأس المال الأمريكي الذي كانت بنوك وول ستريت التي تحت سيطرة عناصر يهودية  تتحكم فيه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مائة كاتب وكتاب

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية


No comments:

Post a Comment

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...