هناك من سوف يدافع عن وجهة نظر الحكومة السويدية التي تقوم بخطف أطفال المهاجرين مسلمين ومسيحين, عرب وأجانب, وذلك بإسم حمايتهم وتحقيق الأفضل لهم. هناك من سوف يقول أن من لا يعجبه الوضع يغادر السويد ويعود إلى وطنه الأم. وهناك من سوف يقول أنَّ هناك ضريبة على دخول جنة السويد, دولة الرفاهية الإجتماعية والديمقراطية, وأنَّ كل من يدخل السويد لاجئا أو مهاجرا سوف يدفع تلك الضريبة. المثير للاستغراب في وجهة نظر أولئك الأشخاص أنهم ينتقدون الديكتاتورية في البلدان العربية على سبيل المثال ويرحبون في الوقت نفسه بديكتاتورية الحكومة السوفياتية في تعاملها مع اللاجئين والمهاجرين وذلك نفاق ووجهة نظر مزدوجة.
بدايةً, لا أعتقد أنَّ هناك من يعلم مسبقا أنَّ ثمن إقامته في السويد هو تفكيك أسرته وخطف أطفاله ثم يوافق على ذلك ويسافر الى هناك هو شخص لديه عقل أو تفكير سليم. السويد التي بدأ السياسيون فيها وتحت بعض الضغوط الشعبية بتغيير سياسة الدولة في اللجوء والهجرة سببه الخوف على مستقبل السويد وتركيبتها الديمغرافية. السياسيون وبعد أن بحثوا عن أفضل الحلول المناسبة لم يجدوا أفضل من إستهداف أسر اللاجئين والمهاجرين وتفكيكها والهدف هو إضعاف الأجيال القادمة وسهولة السيطرة عليها والتحكم فيها.
إن قيام الحكومة السويدية بتقديم خدمات اجتماعية راقية الى شعبها والمقيمين على أرضها سواء كانوا مهاجرين أو لاجئين لا يعطيها الحق في خطف أطفالهم والإتجار بهم تحت مسميات وحجج واهية. كتاب اليوم يتحدث عن كل ما سبق أن ذكرته وهو من تأليف د.اوفه سفيدن وهو مهندس طيران وحاصل على دكتوراه في التكنولوجيا من قسم الاقتصاد في جامعة لينشوبينغ سنة ١٩٨٩م, يعني هو من أهل مكة وهو أدرى بشعابها. كما أنه قدَّم شهادته أمام المحاكم السويدية في عدد من القضايا التي تتعلق بخطف الأطفال من موظفي نظام السوسيال وذلك في أكثر من ثلاثين مناسبة وساعد كثيرا من الأسر بأعجوبة على إستعادة أطفالها.
الكتاب يحتوي على معلومات صادمة للغاية, حقائق دامغة حالات موثقة والتي لو أنَّ ٥% من المعلومات التي ذكرها الكاتب صحيحة فهي كارثة بكل المعايير والمقاييس. السويد دولة الديمقراطية, الرفاهية الإجتماعية وحقوق الإنسان التي منحت مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين فرصة حياة جديدة. ولكن في السويد هناك مؤسسة السوسيال وهي معنية بشكل رئيسي برعاية الأطفال والقاصرين الجانحين وترفع شعار "افعل ماهو أفضل للأطفال." ولكن ذلك ليس إلا شعارا براقا وعلى الحقيقة, الواقع مختلف تماما.
الكلام نقلا عن الكاتب أنَّ الأنظمة التي تعمل وفقها مؤسسة السوسيال هي أنظمة تهدف الى تحقيق الأرباح للبلديات بشكل رئيسي التي تتلقى مبالغ مالية تصل الى ٤٠ الف كرونة شهريا(١ كرونة=٠.٩٦٦ دولار أمريكي) عن كل طفل تنجح في ضمه إلى نظام قانون الفيو LVU (١٩٩٠:٥٢) حيث يذهب قسم من تلك الأموال الى الأسر البديلة الحاضنة أو الى بيوت الرعاية والتي بعضها عبارة عن مؤسسات خاصة يمتلكها موظفون في مؤسسة السوسيال وبالتالي هناك شبكة من المصالح تربط بين كل من ذكرتهم حيث مصلحتهم في إحتجاز أكبر عدد ممكن من الأطفال لأن في ذلك تحقيق دخل مادي جيد لهم.
نظام السوسيال المتعلق برعاية الأطفال يتألف من قانون ألفيو(LVU ), خدمة النقل التابعة للشرطة السويدية, منازل التحقيق والتي هي عبارة عن منازل احتجاز مؤقت ومنازل الرعاية هو في بي(HVB). هناك حالات موثقة ذكرها الكاتب لأطفال تم إحتجازهم من مؤسسة السوسيال رغم إرادتهم ورغم رغبتهم في البقاء مع أسرهم. كما أنه هناك حالات أخرى لأطفال تعرضوا الى الإهمال الطبي الذي أدى الى الوفاة وأطفال آخرين تم إجراء عمليات جراحية لهم بدون حتى إخبار أولياء أمورهم. كما أنَّ هناك أطفال تم منحهم الى أسر بديلة إستخدمتهم عمالة مجانية بدوام كامل وحرمتهم حتى من رؤية أهلهم.
إن نظام مؤسسة السوسيال و ألفيو هو نظام ربحي يهدف في النهاية الى تحقيق دخل مالي مما يعرضه الى الطعن في أهدافه ومصداقيته. جولة سريعة على موقع يوتيوب حتى نشاهد عشرات الفيديوهات التي توثق حالات خطف الأطفال ن مؤسسة السوسيال حيث يعاني الأطفال خلال رعايتهم من المؤسسة الى اضطراب مابعد الصدمة(PSD) والاكتئاب وأمراض نفسية أخرى بسبب ابتعادهم عن أسرهم وحرمانهم من رؤيتهم. كما أنَّ هناك أشخاصا يروي بعضهم عن عودة أطفاله اليه بعد بلوغهم سن الرشد حيث يقومون بتدخين السجائر والمخدرات أو مدمني مشروبات كحولية وهناك حالات كثيرة يتطور لديها سلوك عنيف وعداوني للغاية بسبب الظروف التي مروا بها أثناء إحتجازهم.
إنَّ مشكلة العرب والمسلمين مع مؤسسة السوسيال لا يمكن حلَّها من خلال وحدة كلمتهم وصفوفهم مع أنفسهم اولا ثم مع الفئات الأخرى التي تتعرض الى ظلم تلك المؤسسة. هناك أجانب من المهاجرين واللاجئين من أصول آسيوية وحتى من روسيا ودول أوروبا الشرقية والمشكلة مع نظام يستهدف الأطفال بهدف تحقيق أرباح وبالتالي يجب توحيد جهود جميع الفئات المتضررة من أجل الضغط على السلطات الحكومية في السويد وتحقيق أفضل نتيجة. مشكلة أخرى هي في سلبية العرب وعجزهم وذلك بسبب اعتمادهم على معونات الرعاية الإجتماعية وتحويلهم الهجرة أو اللجوء إلى مهنة وذلك يؤدي الى زيادة نفوذ وسلطة مؤسسة السوسيال عليهم حيث يتم احتجاز عدد لا بأس به من الأطفال بسبب صعوبات مالية تمر بها الأسرة. كما أن العرب والمسلمين يحجمون عن المشاركة في الحياة السياسية في السويد مثل الترشيح للإنتخابات أو تشكيل حزب سياسي يمثلهم ومصالحهم أو تأسيس لوبيات ضغط كما في دول مثل الولايات المتحدة حيث هناك لوبيات ضغط أرمنية و يونانية وأشهرها لوبي الضغط اليهودي أيباك.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة مائة كاتب وكتاب
الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية
No comments:
Post a Comment