أثار ظهور عملة البيتكوين الافتراضية سنة ٢٠٠٨م مع بلوغ الأزمة الإقتصادية العالمية ذروتها حالة جدلية مازالت مستمرة في محاولة الكشف عن الجهة التي تقف خلف إصدار العملة الرقمية الأكثر شهرة عالميا. وقد لعبت وسائل الإعلام المختلفة دورا رئيسيا في انتشار حالة الغموض والسعي المحموم نحو البيتكوين من الأشخاص المؤمنين بتحقيق الربح السريع والسهل من خلال العملات الرقمية. إن عملة البيتكوين ليس هي العملة الرقمية الوحيد بل هناك الكثير من العملات الرقمية الأخرى التي إختفى بعضها من الوجود هكذا فجأة ما ظهر فجأة مخلِّفاً ورائه خسائر ضخمة وضحايا بعضهم خسر كل مايملك في يطلق عليه بعض الخبراء تجارة الوهم.
هناك الكثير من الحديث في وسائل الإعلام الرئيسية والشعبية على حد سواء عن مجتمع بلا نقود(Cashless Society) حيث يمكن إعتبار ظهور البيتكوين يدخل ضمن إطار ذلك المفهوم. إن مجتمع بلا نقود بدأ في التحول الى واقع تعيشه البشرية في دول مثل كوريا الجنوبية أو السويد حيث أغلب المدفوعات اليومية تتم من خلال تطبيقات الهواتف الذكية وحيث هناك صعوبة في إيجاد من يقبل النقود الورقية. وقد دخلت نظريات المؤامرة في إطار النقاش حول العملات الرقمية حيث يروِّجُ المؤمنون بها أنَّ من يقف خلف ظهور العملات الرقمية هم المرابون العالميون أو بتعبير أكثر شعبية المصرفيون الدوليون الذين يسعون الى تحقيق السيطرة الكاملة من النظام العالمي الجديد على الشعوب وذلك من غير الممكن من دون السيطرة الكاملة على حساباتهم البنكية و أموالهم والتحكم فيها.
ولكن هناك جانب آخر يتم تجاهله حيث يدور الحديث يدور حول العملات الرقمية ومجتمع بلا نقود وهو النبوءات الإنجيلية عن المسيح الدجال والدلالة الرمزية للرقم الأكثر شهرة وهو ٦٦٦. إنَّ وجهة النظر التي يعبِّرُ عنها رجال الدين المسيحيون لها ثقلها إن أخذنا في عين الإعتبار الدقَّة التي تتسم بها بعض تلك النبوئات وتحقيقها عمليا على أرض الواقع. إنَّ أزمة فيروس كورونا ٢٠١٩-٢٠٢٢ قد زادت من قوة تلك النبوئات وتأثيرها خصوصا مع توجه الحكومات الى جعل لقاح كورونا الزاميا مما أدى الى تطاير الإتهامات ضمن إطار نظرية المؤامرة عن إحتواء اللقاح على شريحة الكترونية دقيقة يمكن من خلالها التحكم في عقول الأشخاص أو تتبع مكان تواجدهم بإستخدام نظام تحديد المواقع جي بي إس.
الكاهن الإنجيلي الأمريكي مارك مارك هيتشكوك مؤلف مجموعة من الكتب التي تدور حول موضوعات مثل مجتمع بلا نقود"Cashless" و المسيح الدجال"Who Is The Antichrist" ونهاية النقود"The End of Money" يرى من وجهة نظره أنَّ الكتاب المقدس قد تنبأ منذ أكثر من ١٩٠٠ سنة بأن شخصا واحدا, المسيح الدجال, سوف يحقِّقُ السيطرة الكاملة على الإقتصاد العالمي ويؤسس الحكومة العالمية والنظام العالمي الجديد ويتحكم من خلال ذلك في مستقبل البشرية.
إن الأشخاص الحائرين الذين يبحثون عن إجابة حول الطرق والوسائل التي يمكن للمسيح الدجال من خلالها تحقيق ذلك, ومن وجهة نظر الكاتب, سوف يجدون الإجابة من خلال دراسة الأزمات الإقتصادية أسبابها ونتائجها, العولمة التي تؤدي الى ترابط إقتصادات الدولة مع بعضها البعض حيث أنَّ كل ذلك سوف يجعل من ظهور مجتمع بلا نقود والحكومة العالمية ليس مجرد إحتمال بل أمرا لا مَفَرَّ منه.
وجهة النظر التي يعبِّرُ عنها الكاتب أنما تصدر من قناعاته الدينية الإنجيلية حيث يؤمن المسيحيون الإنجيليون بحرفية تفسير نصوص الكتاب المقدس وبالتالي تحقيق النبوئات التي تحتويها بين سطورها. إنَّ الكاتب وعلى الرغم من وجهة النظر التي يعبِّرُ عنها ويشرحها في كتبه, إنما في الوقت نفسه يعبِّرُ عن آرائه المعارضة لمفهوم مجتمع بلا نقود حيث يرى أن البطاقات الإئتمانية والبنكية تدخل ضمن السعي نحو تحقيق مجتمع بلا نقود وأنَّ واجب المسيحي المخلص هو السعي الى مقاومتها بكافة الوسائل الممكنة والتي منها الحرص على الدفع نقدا ما أمكنه ذلك وعدم إستخدام البطاقات البنكية إلا في حالة الضرورة القصوى.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment