Flag Counter

Flag Counter

Thursday, January 25, 2024

History of Economic Thought, A critical Perspective

كتاب "تاريخ الفكر الإقتصادي, وجهة نظر نقدية" هو أحد أهم المؤلفات التي وضعت في مجال علم الإقتصاد السياسي والتي تدرَّس في الجامعات وكليات الإقتصاد. هو كتاب أكاديمي متخصص في المقارنة بين المبادئ والمدارس الاقتصادية الكلاسيكية ولكنه يضيف الى معلومات القارئ الذي يرغب في الإطلاع على المدارس الاقتصادية والمقارنة بينها الكثير. الكتاب من تأليف إيمري كاي هنت بروفيسور مادة الإقتصاد في جامعة يوتاه الأمريكية ومارك لوتزينهايزر مساعد بروفيسور في قسم الاقتصاد في كلية أيرلهام الجامعية في ولاية إنديانا في الولايات المتحدة.

ينقسم الكتاب الى مقدمة وثمانية عشرة فصلا تدور حول الفكر الاقتصادي خلال الفترة التي سبقت آدم سميث وحول آدم سميث كتابه "ثروة الأمم ومبدأ دعه يعمل-دعه يمر واليد الخفية. كما يتناول أفكار علماء الإقتصاد الكلاسيكي مثل ديفيد ريكاردو و توماس مالتوس وكارل ماركس مؤلف كتاب "رأس المال."

أحد أهم وجهات النظر التي تبناها المؤلفان في كتابهما هي معارضتهم فصل الاقتصاد عن العلوم الإجتماعية الأخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع حيث يدعى ذلك (Value Free Economy). ولقد تبنى المؤلفان وجهة النظر التي تميل الى تصنيف الإقتصاد ضمن العلوم الاجتماعية الأخرى وجزأً لا يتجزأ منها, وأن الرسوم والأرقام والجداول البيانية لا تكفي لشرح إتجاهات الأسواق وحركة رأس المال. هناك اقتصاديون يتفقون مع وجهة نظر معينة حيث تعتبر خالية من القيم(Value Free) بينما يوجهون نقدهم لقيم معينة(Value) في نظرية إقتصادية أخرى يرون أنها تتعارض مع وجهة نظرهم. ويمكن تلخيص وجهة نظر مؤلفي الكتاب بأنهم كانوا معارضين لفصل العلوم الإقتصادية من السياسة والمبادئ الأخلاقية.

لقد كان لدى مؤلفي الكتاب هدفين إثنين تم إبرازها في الطبعة الثالثة من الكتاب: الهدف الأول هو أن يكون هناك مرونة أكبر في استخدام الكتاب للتدريس في الفصول الجامعية. ولذلك فقد كانت أفكار الكتاب موجهة لشريحة واسعة من القراء. الهدف الثاني هو أن الحسابات والمعادلات الرياضية تم الحفاظ عليها في الحد الأدنى حتى يكون من السهل على من ليس لديه خلفية في العلوم الإقتصادية أن يستفيد من الكتاب قدر الإمكان. كما أنه عدد من الإضافات عن الطبعات السابقة خصوصا في مجال نقد الدعائم الثلاثة التي تقوم عليها المدرسة الاقتصادية النيوليبرالية والتوسع الإستعانة بمبادئ المدرسة الاقتصادية الكينزية في نقد عقلانية الأسواق التي تستجيب لمتغيرات العرض والطلب بشكل ذاتي وغير ذلك الكثير من المعلومات التي تفيد الأساتذة الجامعيين, المتخصصين في علم الإقتصاد وحتى فئة القراء العاديين الذي ليس لديهم خلفية معرفية تمكنهم من التعمق في دراسة الاقتصاد ونظرياته المختلفة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





Hard Choices

حقق كتاب "خيارات صعبة" الذي يحكي عن فترة تولي هيلاري كلينتون منصب وزيرة الخارجية في الولايات المتحدة نسبة مبيعات مرتفعة وتمت ترجمته الى أكثر من لغة منها العربية. كما أنه تلقى تقديرات إيجابية من عدد لا يحصى من الصحف ووسائل إعلام عالمية منها: نيويورك تايمز, واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز في الولايات المتحدة; الغارديان, الإندبندنت وصنداي تايمز في المملكة المتحدة; ذا صنداي مورنينج هيرالد في أستراليا; غلوس ماغازين في أيرلندا; غلوب أند ميل في كندا وفي ألمانيا وهولندا أشادت صحف محلية ودولية بالكتاب ووصفته بأنه رائع ومثير للإهتمام.

هيلاري رودهام كلينتون هي شخصية مؤثرة في دائرة صنع القرار في الولايات المتحدة, فهي متزوجة من الحاكم السابق لولاية أركنساس والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وممثلة عن ولاية نيويورك في مجلس الشيوخ الأمريكي ووزيرة الخارجية خلال الفترة الرئاسية الأولى من حكم الرئيس باراك أوباما ومرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية ٢٠١٦ التي خسرتها أمام مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. كتاب "خيارات صعبة" تحكي من خلاله تجربتها خلال أربعة سنوات قضتها وزيرة للخارجية حيث واجهت الأزمات والتحديات التي يتطلبها مثل ذلك المنصب الحساس وكان عليها إتخاذ عدد من القرارات الحاسمة في أوقات حرجة الدبلوماسية والسياسة الخارجية الأمريكية. شهدت فترة توليها منصب وزيرة الخارجية عددا من الأحداث الرئيسية والمهمة منها الغارة الأمريكي التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة أبوت أباد الباكستانية, أزمة الربيع العربي, مقتل السفير الأمريكي في ليبيا أثناء هجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي وغيرها من الأحداث.

بحلول سنة ٢٠١٣م تاريخ تخليها عن المنصب ، زارت هيلاري كلينتون ما يزيد عن ١٠٠ دولة قاطعة أكثر من مليون ميل، واكتسبت خبرات قيمة حول التوجهات الرئيسية التي تعيد تشكيل المشهد السياسي والإقتصادي في القرن الحادي والعشرين ، من زيادة الهوة الطبقية وعدم المساواة الاقتصادية إلى تغير المناخ, الثورات في مجالات الطاقة والاتصالات والصحة. بالاعتماد على المحادثات مع العديد من القادة والخبراء ، تقدم الوزيرة كلينتون وجهة نظرها حول ما ستحتاج إليه الولايات المتحدة من أجل التنافس والازدهار في عالم مترابط. إنها شاهد عيان ذكي على عقود من التغيير الاجتماعي وتصف التقدم المحرز في جميع أنحاء العالم ، يومًا بعد يوم.

تحدثت هيلاري كلينتون في كابها عن أحداث الربيع العربي حيث كانت بداية عام ٢٠١١م تخطِّط لزيارة عدد من دول المنطقة للحديث عن الحاجة للديمقراطية ولإصلاحات حقيقية. جيف فيلتمان, مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وصف محاولة العمل على الإصلاحات السياسية في الشرق الأوسط أنها أشبه بصدم رأسك بالحائط مرارا وتكرارا. وقد كانت هناك جهود لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي زارت مصر وتحدثت أن الولايات المتحدة لعشرات السنين كان عليها الإختيار بين الإستقرار أو الديمقراطية ولكنها لا تستطيع أن تعد أن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تستمر في ذلك. الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخلال الخطبة التي ألقاها في العاصمة المصرية القاهرة سنة ٢٠٠٩م طالب بإصلاحات ديمقراطية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط. التقرير الذي قام برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة بنشره بالتعاون مع مجموعة من الباحثين في عدد من البلدان العربية كان مثيرا للقلق. منطقة الشرق الأوسط تعاني من إرتفاع نسبة البطالة الى ضعف المعدَّل العالمي, إرتفاع عدد الفقراء ممن يعيشون في أحياء سكنية بدون ماء أو كهرباء أو خدمات صحية بينما تسيطر فئة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال على الأراضي والموارد الضروري لحياة باقي السُّكان.

سقوط النظام في مصر خلق فجوة سياسية في بلد يعتبر أحد أعمدة الاستقرار في الوطن العربي, الإخوان المسلمين كانوا هم القوَّة الوحيدة المؤهلة لتملئ ذلك الفراغ. هيلاري كلينتون التي زارت مصر أثناء أحداث الربيع المصري وإلتقت متظاهري ميدان التحرير, نقلت في كتابها أنهم رغم أعدادهم الكبيرة, إلا أنهم بلا قيادة مدفوعين للتظاهر عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي بدلا من أن يكونوا حركة معارضة متماسكة. المتظاهرين في ميدان التحرير لم تكن لديهم أي خطة لمرحلة مابعد إسقاط محمد حسني مبارك, لم يكونوا يعلمون ماذا يتوجب عليهم فعله, لم تكن لهم اهتمامات سياسية مثل تشكيل تحالف سياسي أو أو كيفية الإستعداد لخوض إنتخابات نيابية أو صياغة مطالب إنتخابية, بدلا من ذلك, كانوا يلقون باللوم على الولايات المتحدة باستمرار. القوى السياسية التي كانت منظمة بشكل جيد في مصر هم حزب الإخوان المسلمين بينما باقي أحزاب المعارضة كانت متنافرة وتتنافس فيما بينها. 

هناك الكثير مما تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في كتابها "خيارات صعبة" والتي أعجز في موضوع مختصر للتعريف بالكتاب أن أذكرها للقراء. ولكنني أنصح شخصيا بشراء الكتاب وقراءته باللغة الإنجليزية والابتعاد عن الترجمات العربية التي صدرت على عجل ولغايات تجارية بدون مراعاة الدقة والأمانة في الترجمة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية






Hitler

إن الكتابة في التاريخ تعتبر أحد أكثر أنواع الكتابة والتأليف صعوبة. ولكن الكتابة عن شخصية مثل ديكتاتور ألمانيا النازية هتلر تزيد الأمر صعوبة ليس بسبب عدم توفر الوثائق التاريخية أو المعلومات بل بسبب صعوبة التزام المؤلف الحيادية وخلو الكتاب من أي مواقف أو آراء شخصية. ايان كيرشو هو أحد أفضل المؤرخين البريطانيين المتخصصين فهو ليس مجرد صحفي أو كاتب مبتدئ بل يشغل منصب بروفيسور لمادة التاريخ المعاصر في جامعة شيفلد البريطانية وحاصل على لقب فارس من الملكة إليزابيث وعدة جوائز لمساهمته في مجال الكتابة والتأليف منها جائزة الأكاديمية البريطانية للكتاب.

يصنَّف الكتاب كأحد أفضل كتب السيرة الذاتية التي تتحدث عن الزعيم النازي أدولف هتلر من ولادته وحتى زفاته المزعومة منتحرا في قبو مخبأه أسفل مبنى المستشارية في العاصمة الألمانية برلين. يحاول ايان كيرشو في كتابه الإجابة على سؤالين مهمين: السؤال الأول هو كيفية وصول أدولف هتلر لمنصب المستشارية والحاكم المطلق لألمانيا, بينما السؤال الثاني كيف تمكن من ممارسة الحكم في بلد ذو تركيبة معقدة ليس فقط على المستوى الداخلي بل على مستوى السياسة الخارجية بكل تشابكها وتعقيدها.

خلال الفترة التي سبقت سنة ١٩١٨م, لم تكن هناك أي إشارة الى بروز كقائد محتمل لألمانيا خصوصا الدائرة المحيطة حيث كانت شخصيته تنقصها الكاريزما والصفات القيادية. ولكن كل ذلك تغير في سنة ١٩١٩م حيث بدأ ينظر إليه بكراهية من قبل أعدائه السياسيين, تلك السنة كانت أول الطريق للمراسل الحربي في الجيش الألماني الذي سوف يتسلم منصب المستشارية خلال سنوات قليلة ويقود الجيش الألماني الى الحرب العالمية الثانية والمانيا الى التدمير والفناء.

أدولف هتلر أو أدولف ألويس هتلر لم يكن الإسم الأصلي للعائلة حيث قام والد هتلر, الويس , بتغييره من تشيكلجروبر (Schicklgruber) التي كانت تلفظ بصعوبة إلى (Hitler) حيث اشتهر الزعيم النازي بإسم عائلته وكان ينادى به. ولد هتلر سنة ١٨٨٩م في بيرونو وهي مدينة تقع فيما ما كان يعرف بالإمبراطورية النمساوية-المجرية. والد هتلر كان يعمل موظفا في الجمارك بينما والدته كلارا بولزل(Klara Pölzl) كانت ربة منزل. وقد كان هتلر مقربا من والدته التي كانت تغدق عليه من حنانها بعكس والده الذي كان معروفا بأنه صعب المراس حيث كان يرغب بأن يتلقى إبنه التدريب المناسب ويلتحق بوظيفة حكومية ولكن هتلر كان يرغب في دراسة الرسم.

عاش هتلر حياة بائسة في طفولته وشبابه حيث توفيت والدته سنة ١٩٠٧م وكان خلال الفترة التي سبقت ذلك يعيش على إعانة حكومية تقدم للأيتام ومبلغ مالي بسيط ترسله إليه والدته. عاش هتلر شبابه في فيينا في مأوى للمشردين ثم في سكن مشترك للعمال الفقراء. وقد كان يعيش حياة متقشفة حيث يدخر المال لشراء الكتب وحضور حفلات الأوبرا. كما عمل رساما يبيع لوحاته الى التجار والسائحين. تم رفض قبوله في أكاديمية الفنون مرتين وفشل في الالتحاق بدراسة الهندسة المعمارية في الجامعة لأن ذلك كان يتطلب الحصول على الشهادة الثانوية بينما هو ترك مقاعد الدراسة في سن السادسة عشرة.

كتاب هتلر(Hitler) لقي إشادة عالمية كأحد أفضل أعمال السيرة الذاتية التي تروي قصة حياة شخصية جدلية مثل زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر منذ ولادته وحتى وفاته. فقد أشاد بالكتاب ومؤلفه المؤرخ الإسكتلندي المشهور نيال فيرغسون في صحيفة الصنداي تلغراف, المؤرخ البريطاني مايكل بيرلي في صحيفة الفاينانشيال تايمز وفي صحيفة ميل أند صن التي وصفت الكتاب بأنه إنجاز رفيع على أعلى مستوى. النسخة التي بين يدي هي من منشورات دار بينجوين(Penguin Books) حيث كان الكتاب عبارة عن جزئين, الأول بعنوان (Hitler, ١٨٩٩– ١٩٣٦: Hubris first) ونشر سنة ١٩٩٨م, والكتاب الثاني بعنوان (Hitler, 1936– 1945: Nemesis) والذي نشر لأول مرة سنة ٢٠٠٠م. ولكن تم توحيد الجزئين في طبعة واحدة صدرت سنة ٢٠٠٨م كتب مقدمتها ايان كيرشو(Ian Kershaw) من مدينة مانشيستر بتاريخ أغسطس/٢٠٠٧م.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية












Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media

لايمكن المضي قدما في مشروع كاتب وكتاب الذي يهدف الى تقديم مائة مؤلِّف وكاتب الى القارئ العربي بدون أن نتحدث عن أحد أهم كتاب أستاذ  الليسانيات والفلسفة في معهد  معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT), كتاب "صناعة الوعي: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام" من تأليف البروفيسور نعوم تشومسكي والإقتصادي الأمريكي إدوارد هيرمان. وقد يخلط البعض بين كتاب "السيطرة على الإعلام" بينما يترجم آخرون عنوان الكتاب الى "صناعة الموافقة, الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام." ولكن الترجمة الأفضل والتي تعبِّر عن محتوى الكتاب الى "صناعة الوعي: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام."

إن مهمة الإعلامي ليست نقل المعلومات وتوصيلها للجمهور وعرض وجهة نظر حيادية حول قضية ما, بل التعبير عن وجهة نظر الجهة التي يعمل لديها أو المؤسسة التي تقدِّم التمويل. وسائل الإعلام الأمريكية لاتختلف عن غيرها في أنها تستخدم خمسة مرشحات(Filters) حتى تكون على الأخبار على توافق مع أجندات السلطة وكبار رجال المال والأعمال الذين يديرون أكبر الشركات في الولايات المتحدة. المرشح الأول هو الملكية(Ownership) حيث تتركز ملكية وسائل الإعلام أكثر وأكثر في يد عدد قليل من الشركات الإعلامية العملاقة التي تدير أنشطة إعلامية مختلفة. المرشح الثاني هو الأرباح(Profit) لأن تلك الشركات الإعلامية هي مؤسسات رأسمالية هدفها تحقيق الربح ولو على حساب مصداقية الخبر. المرشح الثالث هو مصادر المعلومات(Information) التي تعتمد عليها المؤسسات الإعلامية والتي يكون قد تم الموافقة عليها مسبقا من قبل الممولين والمسؤولين الحكوميين. المرشح الرابع هو الدعاية المعاكسة أو كما يطلق عليها البعض في العامية(العين الحمراء) أو بالإنجليزية(Flack) حيث يتم نفي الأخبار التي لا تتوافق مع أجندات النخب السياسية ومهاجمة مصادرها والطعن في مصداقيتهم. المرشح الخامس هو ضرورة وجود العدو المشترك مثل الشيوعية أو الإرهاب الإسلامي أو المهاجرين لضمان استغلال ذلك في حشد الرأي العام.

وقد تحدث المؤلفان في كتابهما عن تعاطي وسائل الإعلام الأمريكية بشكل رئيسي مع الإنتخابات في عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة ودول أخرى توصف بأنها مارقة أو معارضة للإرادة الأمريكية في الهيمنة على العالم. الإنتخابات الديمقراطية هي التي تأتي بحكومة تكون متوافقة مع السياسة الأمريكية في العالم. السلفادور وغواتيمالا دولتان حليفتان للولايات المتحدة  حيث كانت القوات المسلحة وأجهزة الأمن متورطة في عمليات القتل والاغتيال والاختطاف القسري والتصفية الجسدية لمعارضين سياسيين  خلال الفترة التي سبقت الانتخابات بهدف نشر الخوف بين المواطنين. ولكن في نيكاراغوا, وعلى الرغم من شهادة منظمات دولية محايدة بنزاهة الانتخابات التي أشرفت عليها الجبهة الساندينستية الحاكمة, إلا أن الحكومة الأمريكية وعبر وسائل الإعلام المختلفة رفضت تلك الإنتخابات وطعنت في نزاهتها. وقد جرى تقييم الموقف في البلدان الثلاثة من قبل المؤلفين بناء على خمسة معايير: الأول هو حرية الرأي والتعبير, الثاني هو حرية الصحافة, الثالث هو حرية تنظيم النقابات والتجمعات العمالية, الرابع هو حرية تنظيم الأحزاب السياسية والانضمام إليها, الخامس هو غياب إرهاب الدولة ومناخ الخوف.

الكتاب تنويري وهادف يفضح وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بشكل عام ويفضح طرق عملها الملتوية في تزييف الحقائق والكذب على قرائها ومتابعيها بهدف تمرير أجندات النخب السياسية والاقتصادية وضمان سيطرتهم على الرأي العام ولو على حساب مصداقية الخبر. أنصح بشراء الكتاب وقرائته لأن مؤلفيه هما شخصان أكاديميين وأشهر من أن يتم تعريفهما خصوصا البروفيسور نعوم تشومسكي الذي يوصف في وسائل الإعلام الأمريكية بأنه مشاكس ومشاغب.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

The Dark Side of Christian History

أعلم يقينا أن قضية الأديان والمذاهب هي قضية حساسة تمس روح الإنسان قبل عقله. كما أنه من حكم المعلوم بالضرورة أن  جميع الأديان بلا استثناء لديها صفحات سوداء في تاريخها, تلك الصفحات السوداء تنال عفوا إلهيا مؤيدا بنصوص مقدَّسة يسيئ أتباع الأديان المختلفة تفسيرها لتبرير أفعالهم. وكما قال بروفيسور الدراسات الدينية في جامعة كاليفورنيا-ريفرسايد رضا أصلان بأن الدين ليس إلا عامل محفز وأنه لا يمكن وصف الأديان بأنها تحرض على العنف أو تدعو الى السلم لأن ذلك يعتمد على تصرفات أشخاص يعتنقون تلك الأديان وقد يكون لديهم ماض عنيف أو أنهم غير أسوياء من الناحية الأخلاقية. المشكلة أن جميع أتباع الأديان بيوتهم من زجاج ومع ذلك يتراشقون الاتهامات بين بعضهم البعض و يحتكرون الجنة لأنفسهم والنار لمخالفيهم. 

الهدف من تقديمي لذلك الكتاب و لمؤلفته ليس الإساءة إلى أحد لأن مسيحيي الشرق هم من ضمن ضحايا الحملات الصليبية المسعورة واتهامات الكنيسة الغربية, خصوصا الكاثوليكية بالهرطقة. تقديم للكتاب و مؤلفته رسالة إلى الفئات المتعصبة من مسيحيي المشرق والمسيحيين الغربيين خصوصا ممن ينتمون لليمين المسيحي المحافظ ممن يتخفى كثير منهم وراء قناع الإلحاد وينتقدون الإسلام والقرآن بطريقة غير موضوعية ولا تخلو من الوقاحة والإساءة. هيلين إيليربي تفضح ذلك الجانب المظلم الذي تحاول المسيحية اليمينية المحافظة إخفائه وتوجيه سهام انتقادها للإسلام والمسلمين.

الباحثة هيلين إيليربي ولدت في بيروت وترعرعت في المملكة العربية السعودية وأكملت دراستها الجامعية في ألمانيا. وقد حاولت في كتابها أن تسد تلك الثغرة, الجانب المظلم لتطوير مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا خلال مرحلة العصور الوسطى خصوصا من ناحية القيم والأخلاق. 

بعض النقاط التي تحدثت عنها الباحثة هيلين إيليربي في كتابها:

- قامت الكنيسة بنشر المسيحية في أوروبا بالسيف والنار وألغيت مظاهر الحضارة وأدخلت القارة الأوروبية في عصور الظلام.

- المؤسسة البابوية شنت الحروب الصليبية ضد المسلمين وضد المسيحيين ممن وصفتهم بأنهم هراطقة خصوصا البروتستانت وضد المسيحيين الكاثوليك.

- التاريخ الدموي لمحاكم التفتيش الكنسية ضد المسلمين واليهود وحتى المسيحيين المخالفين في الأندلس حيث يعَدُّ ضحاياها بمئات الآلاف.

المسيحية كما نعرفها اليوم هي ديانة باطنية تأويلية صاغها اليهودي شاول الطرسوسي وأغرقها بالغنوصية حيث انتشرت بفضل الإعتراف بها من قبل الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين الى جانب العبادات الباطنية التأويلية الأخرى مثل عبادة الشمس والتي كانت منتشرة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية. الكنيسة الكاثوليكية شجعت على الجهل والتخلف حتى يمكنها من زيادة سيطرتها وتحكمها باتباعها. فقد كانت عقوبة من يمتلك نسخة من الإنجيل من غير رهبان الكنيسة يعاقب بالموت بأبشع الطرق, القتل حرقا كانت هي العقوبة الشائعة. كما حاربت الكنيسة العلم ونشرت الجهل حيث أنه عندما ضرب طاعون الوباء الدبلي بداية سنة ٥٤٠م وقتل يوميا عشرة آلاف شخص تقريبا, أوضحت الكنيسة أن الطاعون كان من أعمال الرب نتيجة عدم إطاعة أوامر الكنيسة. وكان الأمر كذلك عندما ضرب طاعون الموت الأسود أوروبا في العقد الأول من القرن الرابع عشر وقضى على ثلث سكان أوروبا, قامت الكنيسة بنشر الخرافة والجهل أنه يمكن القضاء على الطاعون بالصلاة والتوبة لأنه عقوبة إلهية نتيجة عدم إطاعة أوامر الرب وحاربت الأطباء الذين حاولوا علاجه واتهمتهم بالشعوذة.

محاكم التفتيش الكنسية هي أحد الفصول السوداء في تاريخ الكنيسة التي تحاول إخفائه أو التخفيف من دوره في الظلم والمجازر التي تم ارتكابها بإسم الدين والرب. وحيث أنه وأمام قضاة محاكم التفتيش, لم يكن أمام المتهمين الفرصة للدفاع عن أنفسهم حيث كانوا يتعرضون للتعذيب ويجبرون على الإمضاء على إعترافات مفضلين الموت على استمرار التعذيب الوحشي. وكانت محاكم التفتيش تقوم بمصادرة أملاك وأموال المتهمين مما أدى الى تلفيق التهم لأشخاص أبرياء من أجل مصادرة أموالهم. كما أن قضاتها ورهبانا كانوا يتلقون رشاوي من الأثرياء للنجاة من الاتهامات, وبالتالي فقد أصبحوا أثرياء يملكون أموالا طائلة. كما أن محاكم التفتيش الكنسية لعبت دورا رئيسيا في محاكمة السحرة خصوصا من النساء حيث بلغ عدد الضحايا ممن تم إتهامهم بالسحر أكثر من مليون ضحية أغلبهم من النساء وكان الحكم بالموت حرقا عقوبة شائعة لممارسة السحر.

ذلك غيض من فيض مما ورد في كتاب "الجانب المظلم في التاريخ المسيحي" للباحثة هيلين إيليربي والذي على الرغم من أنه من منشورات سنة ٢٠٠٥, إلا أنه مازال كتابا صالحا للقرائة حتى يومنا هذا خصوصا في ظل الحملة الإعلامية الممنهجة التي تهاجم بشكل مستمر المسلمين ويتهمهم بالارهاب وتطعن في دينهم وعقيدتهم.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية






الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...