Flag Counter

Flag Counter

Thursday, January 25, 2024

Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media

لايمكن المضي قدما في مشروع كاتب وكتاب الذي يهدف الى تقديم مائة مؤلِّف وكاتب الى القارئ العربي بدون أن نتحدث عن أحد أهم كتاب أستاذ  الليسانيات والفلسفة في معهد  معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT), كتاب "صناعة الوعي: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام" من تأليف البروفيسور نعوم تشومسكي والإقتصادي الأمريكي إدوارد هيرمان. وقد يخلط البعض بين كتاب "السيطرة على الإعلام" بينما يترجم آخرون عنوان الكتاب الى "صناعة الموافقة, الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام." ولكن الترجمة الأفضل والتي تعبِّر عن محتوى الكتاب الى "صناعة الوعي: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام."

إن مهمة الإعلامي ليست نقل المعلومات وتوصيلها للجمهور وعرض وجهة نظر حيادية حول قضية ما, بل التعبير عن وجهة نظر الجهة التي يعمل لديها أو المؤسسة التي تقدِّم التمويل. وسائل الإعلام الأمريكية لاتختلف عن غيرها في أنها تستخدم خمسة مرشحات(Filters) حتى تكون على الأخبار على توافق مع أجندات السلطة وكبار رجال المال والأعمال الذين يديرون أكبر الشركات في الولايات المتحدة. المرشح الأول هو الملكية(Ownership) حيث تتركز ملكية وسائل الإعلام أكثر وأكثر في يد عدد قليل من الشركات الإعلامية العملاقة التي تدير أنشطة إعلامية مختلفة. المرشح الثاني هو الأرباح(Profit) لأن تلك الشركات الإعلامية هي مؤسسات رأسمالية هدفها تحقيق الربح ولو على حساب مصداقية الخبر. المرشح الثالث هو مصادر المعلومات(Information) التي تعتمد عليها المؤسسات الإعلامية والتي يكون قد تم الموافقة عليها مسبقا من قبل الممولين والمسؤولين الحكوميين. المرشح الرابع هو الدعاية المعاكسة أو كما يطلق عليها البعض في العامية(العين الحمراء) أو بالإنجليزية(Flack) حيث يتم نفي الأخبار التي لا تتوافق مع أجندات النخب السياسية ومهاجمة مصادرها والطعن في مصداقيتهم. المرشح الخامس هو ضرورة وجود العدو المشترك مثل الشيوعية أو الإرهاب الإسلامي أو المهاجرين لضمان استغلال ذلك في حشد الرأي العام.

وقد تحدث المؤلفان في كتابهما عن تعاطي وسائل الإعلام الأمريكية بشكل رئيسي مع الإنتخابات في عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة ودول أخرى توصف بأنها مارقة أو معارضة للإرادة الأمريكية في الهيمنة على العالم. الإنتخابات الديمقراطية هي التي تأتي بحكومة تكون متوافقة مع السياسة الأمريكية في العالم. السلفادور وغواتيمالا دولتان حليفتان للولايات المتحدة  حيث كانت القوات المسلحة وأجهزة الأمن متورطة في عمليات القتل والاغتيال والاختطاف القسري والتصفية الجسدية لمعارضين سياسيين  خلال الفترة التي سبقت الانتخابات بهدف نشر الخوف بين المواطنين. ولكن في نيكاراغوا, وعلى الرغم من شهادة منظمات دولية محايدة بنزاهة الانتخابات التي أشرفت عليها الجبهة الساندينستية الحاكمة, إلا أن الحكومة الأمريكية وعبر وسائل الإعلام المختلفة رفضت تلك الإنتخابات وطعنت في نزاهتها. وقد جرى تقييم الموقف في البلدان الثلاثة من قبل المؤلفين بناء على خمسة معايير: الأول هو حرية الرأي والتعبير, الثاني هو حرية الصحافة, الثالث هو حرية تنظيم النقابات والتجمعات العمالية, الرابع هو حرية تنظيم الأحزاب السياسية والانضمام إليها, الخامس هو غياب إرهاب الدولة ومناخ الخوف.

الكتاب تنويري وهادف يفضح وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بشكل عام ويفضح طرق عملها الملتوية في تزييف الحقائق والكذب على قرائها ومتابعيها بهدف تمرير أجندات النخب السياسية والاقتصادية وضمان سيطرتهم على الرأي العام ولو على حساب مصداقية الخبر. أنصح بشراء الكتاب وقرائته لأن مؤلفيه هما شخصان أكاديميين وأشهر من أن يتم تعريفهما خصوصا البروفيسور نعوم تشومسكي الذي يوصف في وسائل الإعلام الأمريكية بأنه مشاكس ومشاغب.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...