Flag Counter

Flag Counter

Thursday, May 23, 2024

The Holocaust Industry

كتاب "صناعة الهولوكوست" هو محاولة شجاعة من بروفيسور العلوم السياسية الأمريكي اليهودي نورمان فينكلستاين لفضح وتعرية ليس فقط أكذوبة الهولوكوست, بل إستغلال المحرقة النازية بحق اليهود وسيلة لابتزاز التعويضات من العالم خصوصا من ألمانيا, سويسرا ودول أوروبية أخرى. تجربة والدي نورمان فينكلستاين الناجين من معسكرات الإعتقال النازية جعلته مدافعا شرسا عن العرب والقضية الفلسطينية وضد الصهيونية التي أضرت باليهود و استغلتهم في سبيل تحقيق أجندات سياسية. وقد يظن البعض أن تلك التجربة التي رواها له والداه عن نجاتهما من معسكرات المحرقة النازية وعن أفراد الأسرة والأقارب الذين قضوا نحبهم جميعا في تلك المعسكرات قد تورثه الحقد والبغضاء وتجعله مدافعا عن قضية وطن قومي لليهود في فلسطين, ولكن نورمان فينكلستاين أثبت للجميع شجاعته و حياديته ونزاهته الأكاديمية وسلامة آرائه من التحيز.

صحيفة الغارديان البريطانية وصفت الكتاب تاريخ صدوره سنة ٢٠٠١ بأنه أكثر الكتب إثارة للجدل خلال السنة. الكتاب أعيد طباعته مرة ثانية سنة ٢٠٠٣ وتمت ترجمته الى ١٦ لغة منها العربية حيث استمر الجدل حول مؤلفه الذي تمت إقالته من منصبه الأكاديمي في جامعة ديبول(DePaul) وهو التصرف الذي أثار احتجاجات أكاديمية داخل وخارج الولايات المتحدة. صحيفة التايمز وصفت الكتاب بأنه محاولة من البروفيسور الأمريكي اليهودي لفضح أولئك المحتالين الذين يستغلون قضية المحرقة وكشف وجههم القبيح. صحيفة لوس أنجلوس تايمز وصفت نورمان فينكلستاين بأنه في أفضل حالاته عن يفضح أولئك الذين يستغلون المحرقة. مجلة الإيكونوميست وصفت الآراء التي عبَّر عنها  نورمان فينكلستاين في كتابه بأنها تستحق الدراسة والتمحيص.

يرى بعض الأكاديميين اليهود في الولايات المتحدة خصوصا الحاخام رابي وولف(Rabbi Wolf) جامعة ييل الأمريكية أن الهولوكوست قد تم بيعه وليس تعليمه. محرقة الهولوكوست قد تعرضت الى ما التسليع(commoditization), تحولت الى سلعة يتم بيعها وشرائها, مشروع استثماري تجاري الهدف منه هو تحقيق الربح. المنظمات الصهيونية التي تزعم دفاعها عن الناجين من الهولوكوست أو ورثتهم قامت بقبض مئات الملايين من الدولارات تعويضات بدون أن تمنح منها إلا النذر اليسير للضحايا أو أسرهم أو ورثتهم. الهولوكوست تحول الى وسيلة لابتزاز الدول الأوروبية حتى تلك التي لم تشارك بقواتها الى جانب ألمانيا النازية في قتل اليهود, أجبرت على الاعتذار ودفع التعويضات بذريعة رفضها استقبال لاجئين يهود فارين من المحرقة ومجازر النازيين. البنوك السويسرية تم استهدافها بذريعة أنها رفضت تسليم حسابات بنكية لورثة ضحايا الهولوكوست أو اليهود الذين نجحوا بالفرار من جرائم النازية في أوروبا. تعويضات ضحايا الهولوكوست التي وافقت البنوك والحكومة السويسرية على دفعها بلغت ١.٢٥ مليار دولار حيث تم تأسيس صندوق لمساعدة ضحايا الهولوكوست سنة ١٩٩٧ بلغت قيمته ٢٠٠ مليون دولار فقط. وفي الوقت نفسه, وبعد سنتين من تأسيس الصندوق, فقد بلغت قيمة التعويضات التي تم توزيعها ١٠٠ مليون دولار بينما تم صرف باقي أموال التسوية, ١.١٥ مليار دولار الى منظمات صهيونية زعمت أنها سوف تستخدمها لأهداف تعليمية وتثقيفية.

صفحات الكتاب تمتلئ بالتفاصيل التي يكشف من خلال البروفيسور نورمان فينكلستاين جذور الضجة الإعلامية التي تثار حول الهولوكوست خصوصا خلال الفترة التي تلت حرب ١٩٦٧ وتحول دولة الكيان الصهيوني الى حليف مهم وحيوي للولايات المتحدة في المنطقة. الكتاب يستحق القراءة وهو متوفر باللغة العربية من منشورات دار الآداب, ترجمة وتحقيق سماح إدريس.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





Stalingrad_ The Fateful Siege_ 1942-1943

أنتوني بيفور مؤرخ وباحث تاريخي بريطاني قام بتأليف عدد من الكتب التي حققت شعبية ومبيعات مرتفعة وأكسبته سمعة دولية وإشادة من كبريات الصحف العالمية مثل صحيفة نيويورك تايمز, وول ستريت جورنال, ديلي تيلغراف, صنداي تلغراف, الغارديان وتورنتو غلوب أند ميل. أحد أهم وأبرز تلك الكتب التي قام أنتوني بيفور بتأليفها هو كتابنا الذي نتحدث عنه, ستالينغراد: المعركة الفاصلة(١٩٤٢-١٩٤٣) حيث يتحدث الكاتب عن أحد أهم معارك الجبهة الشرقية إن لم تكن أهمها على الإطلاق, حصار مدينة ستالينغراد من قبل القوات الألمانية وتحطيم أسطورة الجيش الألماني السادس الذي ينقل عن أدولف هتلر قوله أنه يستطيع بواسطته غزو السماء, فقد تقلص من ٢٥٠ ألف جندي إلى ٩١ ألف جندي وقعوا في الأسر عاد منهم إلى ألمانيا ٦٠٠٠ جندي تقريبا. خلال معارك ستالينغراد, ظهرت أساطير من الصمود لأشخاص حفروا أسمائهم في التاريخ, المدافعين عن  منزل بافلوف على أطراف القسم الصناعي من المدينة, القناصة النساء وأسطورة القناصة فاسيلي زايتسيف وغيرها الكثير من أساطير البطولة والصمود.

تحدثنا كتب التاريخ أن إنزال النورماندي سنة ١٩٤٤ كان هو العملية العسكرية الأهم التي حسمت مصير الحرب العالمية الثانية وكتبت نهاية ألمانيا النازية. ولكن على أرض الواقع, العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية والتي بدأت مع انطلاق العملية بارباروسا(١٩٤١) هي الأهم في تاريخ الحرب وهي التي كان لها الفضل في ترجيح كفة قوات الحلفاء على قوات المحور. فقد شارك أكثر من ٤.٥ مليون جندي من قوات المحور في غزو الاتحاد السوفياتي حيث كانت خسائر الجيش الأحمر هائلة بكل المعايير: أكثر من ٥ ملايين جندي وقعوا ضحية الأسر ومات معظمهم نتيجة الجوع, ٢٦ مليونا من المدنيين سقطوا ضحايا المعارك والبرد ونقص الإمدادات, تدمير أكثر من ١٧٠٠ بلدة و ٧٠ ألف قرية, مدينة ستالينغراد تمت تسويتها بالأرض بسبب القصف الجوي والمعارك العنيفة من منزل الى منزل. أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة السوفياتية كانت واضحة:"ولا خطوة للوراء," الإعدام الميداني كانت عقوبة كل من يخالف الأوامر. الخسائر الألمانية كانت هائلة, أكثر من مليون قتيل وتدمير الجيش الألماني السادس وأسر قائده الجنرال فريدريك باولوس. 

لقد دفع الغرور بهتلر للوقوع في اسوأ هزيمة عسكرية في تاريخ القوات النازية. كما أن الثقة الزائدة وتجاهل تحذيرات كبار القادة السوفيات أدت بجوزيف ستالين الى تسهيل مهمة القوات الألمانية في بداية العملية بارباروسا حيث مضى أكثر من نصف يوم على القتال ومازال ستالين مترددا في إعلان قراره بالتعبئة ومواجهة تقدم القوات الألمانية. حتى أن ستالين وبعد أن أدرك حقيقة نوايا القوات الألمانية, فقد قرر استعادة السلام حتى لو كان الثمن مهينا وهو التنازل لهتلر عن أوكرانيا وأجزاء كبيرة من بيلاروسيا وجمهوريات البلطيق الثلاثة(استونيا, ليتوانيا ولاتفيا). وقد قام ستالين باستدعاء السفير البلغاري إيفان ستامينوف وطلب منه التوسط لدى هتلر ولكن رفض وأجاب ستالين:"حتى لو تراجعتم إلى جبال الأورال, فسوف تكسبون الحرب في النهاية." ولقد صدق حدس السفير البلغاري حيث إنتصر الجيش الأحمر وتمكن من هزيمة القوات الألمانية في جبهة ستالينغراد, موسكو, أوكرانيا وتقدم حتى إحتل العاصمة الألمانية ورفع علم الاتحاد السوفياتي على مبنى الرايخستاج.

إن العوامل التي أدت الى هزيمة القوات الألمانية في حملتها العسكرية على الإتحاد السوفياتي هي متعدِّدة ولا يمكن حصرها بشتاء الإتحاد السوفياتي القارس. القوات الألمانية كانت ضحية قرارات خاطئة اتخذها هتلر على الرغم من معارضة كبار قادته. أول تلك القرارات تأخير الحملة بارباروسا شهرا كاملا عن موعدها الأصلي بسبب تقارير وصلت اليه عن قوات سوفيتية تستعد لغزو ألمانيا من جهة الحدود مع دول البلقان. إن ذلك التأجيل أدى الى حلول فصل الشتاء والحملة الألمانية في ذروتها بدون إستعدادات ملائمة مع نقص في الوقود والإمدادات خصوصا ملابس الشتاء. ثاني تلك القرارات هو التعديل على خطة الهجوم التي كانت تتضمن محورين إثنين:, المحور الأول, جيوش الشمال بقيادة المارشال فون ليب تتقدم نحو مدينة ستالينغراد عبر بيلاروسيا ودول البلطيق. المحور الثاني, جيوش الوسط بقيادة المارشال فون بوك تتقدم بهدف السيطرة على موسكو. أما المحور الثالث فهو التعديل على الخطة الأصلية الذي فرضه هتلر على قادته على الرغم من معارضتهم وملخصه الهجوم على أوكرانيا للسيطرة على ثرواتها الزراعية وتطوير الهجوم نحو حقول النفط في القوقاز لأهميتها الحيوية للعمليات العسكرية الألمانية. قوات المحور الثالث تم اقتطاعها من مجموعة جيش الوسط وتم تدعيمها بجيش هنغاري صغير وجيشين رومانيين وأطلق عليها مجموعة جيش الوسط ووضعت بقيادة المارشال فون روند شتادت. ثالث تلك القرارات الخاطئة هو المعاملة السيئة التي تلقاها المواطنون الروس والاوكرانيين الذين رحبوا في بداية الحملة بارباروسا بالقوات الألمانية ونثروا فوق رؤوس الجنود الألمان الأرز وعاملوهم على أنهم محررين من ظلم ستالين والحزب الشيوعي وليس محتلين. ولكن المعاملة السيئة من القوات النازية جعلتهم يقاتلون الى جانب قوات الجيش الأحمر وتشكيل مجموعات صغيرة تهاجم مؤخرة القوات الألمانية وخطوط إمدادها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية














The Big Reset

وليام ميدلكوب ناشر ومصوِّر هولندي ولد لأبوين هولنديين يعملان في مشروع سيرن(CERN) في سويسرا. كما عمل في وظيفة محلل للأسهم في قناة (RTL Z) الناطقة باللغة الهولندية وتبث من دولة اللوكسمبيرغ. وقد يكون إسم المؤلف غير مألوف بالنسبة للقارئ في الولايات المتحدة أو كندا ولكنه في وطنه, هولندا, شخصية معروفة ومشهورة. كما أنه تم تقديمه في الوطن العربي بعد ترجمة كتاب "حروب الذهب ونهاية النظام المالي العالمي" من قبل إبتسام محمد الخضراء حيث نشرته دار العبيكان للنشر وقام بالتمهيد للكتاب بنسخته الإنجليزية آلان جرينسبان الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى, كان الاقتصاد العالمي يتميز بالثبات والاستقرار بفضل الإعتماد على الذهب حيث كانت كمية النقود المعروضة تتناسب طرديا مع كميات الذهب المستخرجة. ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى وحاجة الدول الأوروبية الى تمويل نفقات الحرب أدى الى التخلي عن معيار الذهب واستبداله بنظام النقد الورقي وطباعة المزيد من العملة. وقد حافظ الذهب على قيمته الشرائية خلال آلاف السنين بينما إنهار النظام النقدي الورقي عدة مرات لعل أشهرها التضخم المفرط(١٩١٨-١٩٢٤) خلال عهد حكم جمهورية فايمار التي قامت على أنقاض ألمانيا القيصرية إثر إنتهاء الحرب العالمية الأولى.

إن سعر الذهب يعتبر بالنسبة للمختصين والاقتصاديين مؤشرا على تناسب سعر العملة مع الحالة الإقتصادية وكمية النقود المتوفرة, ارتفاع سعر غرام الذهب يعني زيادة كمية النقد المعروض مما يؤدي إلى زيادة نسبة التضخم. الحكومات ومدراء البنوك المركزية يخشون من الكساد ويحاربونه عن طريق طبع المزيد من النقد وضخِّهِ في الأسواق مما يؤدي الى التضخم الذي قد يفلت من عقاله ويتحول الى تضخم مفرط وهو أمر كارثي بكل المعايير والمقاييس. سنة ١٩٧١, تخلت الولايات المتحدة رسميا عن إتفاقية بريتون وودز التي اعتمدت الدولار عملة احتياطية عالمية مقابل ربط سعر الصرف مع الذهب بمعدل ٣٥ دولار/للأونصة, الولايات المتحدة عوَّمت عملتها في أسواق الصرف أمام العملات الأخرى.

ليس هناك عملة آمنة من الانهيار وفقدان قيمتها حتى الفرنك السويسري. فقد قامت الحكومة السويسرية سنة ٢٠١٢ بربط سعر صرف عملتها(الفرنك السويسري) باليورو في محاولة لكبح جماح الخطر الناجم من إرتفاع سعره بما يضر بقطاع السياحة والصادرات السويسري. منذ عام ٢٠٠٨, هناك حرب عملات بين دول مختلفة تسعى لتخفيض قيمة عملتها للحفاظ على تنافسية صادراتها في الأسواق العالمية, الولايات المتحدة ليست استثناء من ذلك. وقد تكون تلك المعلومة مجهولة للكثيرين ولكن الدولار الأمريكي خسر أكثر من ٨٠% من قيمته منذ بدء تداوله خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولين مرورا بالأزمة المالية ٢٠٠٨ التي أضرَت بقيمة الدولار بسبب برنامج التسهيل الكمي(QE) حيث يتم شراء السندات وديون المصارف المتعثرة بأموال مطبوعة حديثا.

إن ما يقوم به السياسيون ووزراء الخزانة ومحافظو البنوك المركزية ليس إلا شراء للوقت وللأصوات الإنتخابية ولكنه لن يمنع إنهيار النظام النقدي الحالي الذي إنهار ٢٠٠ مرَّة قبل ذلك. إن صناع القرار, كما يرى المؤلف, يختارون دائما دفع إعلان الموت المحتمل للنظام النقدي الحالي إلى موعد لاحق بدلا من الاعتراف بخطئهم والتركيز على علاج الأعراض بدلا من تركيز الإنتباه على المرض الفعلي. إن ذلك لا يمنع أن هناك ترتيبات تجري من وراء الستار من قبل اللاعبين الكبار للتخلص من النظام النقدي الحالي واستبداله بنظام نقدي يعتمد على الذهب بطريقة أو بأخرى كما جرى سنة ١٩٤٤ حيث سوف تلعب الولايات المتحدة, الصين, الهند وروسيا أدوارا رئيسية.

وفي الختام, أرغب في توجيه الشكر لدار نشر العبيكان على دورها في نشر ذلك الكتاب الغني بالمعلومات المفيدة للقارئ وشكر خاص الى المترجمة إبتسام محمد الخضراء على ترجمتها الإحترافية وعالية الدقة للكتاب مع الطلب من دار النشر بترجمة المزيد من أعمال الكاتب ونشرها لما فيه من فائدة ومتعة للقارئ.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...