Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, October 26, 2022

من يمتلك العالم

كتاب اليوم هو عبارة عن مقالات ومحاضرات المفكر والخبير اللغوي نعوم تشومسكي التي نشرت خلال الفترة الزمنية(2010-2012) أي خلال ذروة موسم الاحتجاجات التي عرفت باسم "الربيع العربي." بالإضافة الى مجموعة من المواضيع والمقالات التي كتبت عن المفكر الذي يوصف بأنه مشاكس وذلك في وسائل إعلام وصحف مختلفة. عنوان الكتاب هو عنوان أحد مواضيعه وهو محاضرة ألقاها في جامعة ماساتشوستس الأمريكية في أيلول/2012. الكتاب عبارة عن تلك المقالات والمحاضرات التي قام الناشر بترجمتها ونشرها مجموعة في الكتاب الذي يحمل العنوان المذكور وليس لعنوان الكتاب مرجع في دار غربية. حتى وصف الكتاب الذي ذكره الناشر ليس له علاقة بالمحتوى ولا يعبر عنه. والمضحك المبكي أن الناشر, دار نينوى, حذرت من أنه لا يجوز إستخدام الكتاب في النقل أو الإقتباس أو الترجمة من دون إذن الناشر في الوقت نفسه الذي لايذكر الناشر أنه حاصل على إذن من نعوم تشومسكي ولا على إذن من الصحف ووسائل الإعلام التي نشرت مقالاته لترجمتها وتجميعها في كتاب وإطلاق اسم عليه.

على كل حال, إن الأفكار التي يحتويها الكتاب مازالت أفكار نعوم تشومسكي وهي تدور حول مواضيع مختلفة مثل انتقاده للسياسة الخارجية الأمريكية, الديمقراطية, الربيع العربي, السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وحتى الأكراد. كما أن القسم الثاني من الكتاب يحتوي على مقالات ومواضيع كتبت عن نعوم تشومسكي في وسائل إعلام مختلفة. ولكن هناك بالفعل فكرتين رئيسيتين سوف أتحدث عنهما في معرض تقديمه للكتاب هما: من يمتلك العالم, الأكراد والإسلام الراديكالي.

من يملك العالم هو من يملك سلطة اتخاذ القرار ومن يمتلك تلك السلطة هو من يمتلك المال. الإنتخابات والديمقراطية والحرية كلها مصطلحات رنانة يتم تلميعها وترويجها بفضل بروباغندا كاذبة وآلة إعلام مضللة والكثير من المال, مهرجانات استعراضية يطلقون عليها إنتخابات تذكرني بمباريات المبارزة في كولوسيوم العاصمة الرومانية. ولكن المهم أن نعلم أن من يقرر نتيجة الإنتخابات في المحصلة هم من يحصون الأصوات وليس من يصوتون. الأمثلة كثيرة وواضحة ولعل أهمها يأتي من الولايات المتحدة التي توصف بأنها حصن الديمقراطية وقلعتها ولكن شخصا مثل روجر ستون يمكنه بحيل وألاعيب قذرة من التلاعب بنتيجة الإنتخابات أو التأثير فيها. عندما فاز باراك أوباما في الإنتخابات الرئاسية 2008/2009, كان روجر ستون المعروف بأنه من المؤيدين للحزب الجمهوري قد أطلق حملة من الإشاعات والأكاذيب استهدفت شرعية الرئيس الديمقراطي الجديد لأنه ولد خارج الولايات المتحدة وبالتالي فإنه لايحق له تولي منصب رئيس الولايات المتحدة. أعداء روجر ستون يتهمونه بأنه متورط في شبكة لتبادل الزوجات في حفلات جماعية صاخبة. الإشاعات حول تزوير الإنتخابات الرئاسية التي فاز بها جورج بوش الإبن سنة 2000 و 2004 كانت قوية. كما أن خصوم الرئيس الحالي دونالد ترامب يتهمونه بتزوير الإنتخابات. إنها أفضل ديمقراطية يستطيع المال شرائها.

إن المقابلة التي أجراها هيثم ناصح من موقع تشومسكي إنفو مع المفكر نعوم تشومسكي سنة 2012 والتي كانت بعنوان "الأكراد ضمن الربيع العربي وأزمة الشرق الأوسط" لا تحتوي على أي ذكر للأكراد إلا في ذيل المقابلة. ولكن وجهة نظر المفكر الأمريكي الأشهر أن العرب والأكراد كما يرى تشومسكي ناضلوا معا ضد الإستعمار ولكن العرب لديهم دولة والأكراد بقيوا بدون دولة أو كيان يجمعهم وأن حالة اللادولة لها علاقة بمشكلات الأكراد, ولكن في الوقت نفسه, حالة الدولة لو نجح الأكراد في تأسيس دولتهم الخاصة, سوف يترتب عليها مشكلات كثيرة. أكراد العراق على الأقل قد يكونون مهيئين لتحمل تبعات ومشكلات تأسيس دولة ولكنهم في الوقت نفسه محاطون بقوى معادية أو بالكاد تتحملهم. مشكلة الأكراد, وذلك رأي شخصي تشبه مشكلة دولة الكيان الصهيوني, كيان لقيط رسمته خرائط سايكس-بيكو, قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بأي لحظة استعداداً لرسم خرائط جديدة تحت مسمى سايكس-بيكو 2 وهلم جرا. هل كان المخططون قادرين سنة 1916 على رسم حدود المنطقة ومنح دولة مستقلة للأكراد؟ الإجابة هي نعم. الأكراد لم ولن يفهموا أنهم أدوات بيد الغرب يتم استخدامها والتخلص منها عن انتفاء الحاجة إليها وهم ليسوا مهتمين إلا بتأسيس دولة حتى لو كانت كرتونية و هشة البنيان. كما أنهم يظنون أن المستقبل سوف يبتسم لهم وأن دولتهم المزعومة سوف تتحول الى سويسرا الشرق الأوسط, القيادات السياسية الكردية فاسدة حتى النخاع وقد تاجرت بالقضية الكردية ولديها حسابات بنكية في الخارج متخمة بالأموال. الأكراد يُخرِجون أنفسهم من حفرة حتى يقعوا في حفرة أخرى وذلك هو حالهم.

الكتاب عبارة عن مجموعة من مقالات ومحاضرات نعوم تشومسكي التي ألقاها في مناسبات مختلفة ومجموعة من المقالات التي كتبت عنه وذلك عمل قامت به دار نشر نينوى. ولأن كتاب "صناعة الوعي: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام" كان عملا مشتركا مع مؤلف آخر هو إدوارد هيرمان, فقد قررت أن أقدِّم للقارئ أكثر من كتاب لأحد أكثر المفكرين شهرة في الولايات المتحدة والعالم وذلك ضمن مشروعي بالكتابة عن مائة مؤلف وكاتب قرأت لهم كتبا أعجبتني وقررت تقديمها للقارئ العربي لما رأيت فيها من فائدة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


















No comments:

Post a Comment

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...