إنَّ كتاب "سرُّ الشميتا" ينتمي الى كتب الأساطير الدينية وتفاسير الكتاب المقدس. عام الشميتا(العام السبتي) هو مناسبة دينية عند اليهود تتكرر كل سبعة أعوام و تستمر سنة كاملة حيث يحظر خلالها الحراثة، الزراعة، شتل النبات وغيرها من الأعمال الزراعية، في منطقة الديار المقدسة كما تحددها الشريعة اليهودية. كما تأمر الشريعة اليهودي بإلغاء جميع الديون خلال عام الشميتا, ديون اليهود لليهود وليس للغرباء أو الجوييم. جوناثان كاهن حاخام يهودي متخصص في الدراسات الدينية التوراتية والمسيحية حقَّقت كتبه مبيعات مرتفعة على قائمة أكثر الكتب مبيعا في صحيفة النيويورك تايمز حيث بيعت من كتاب "سرُّ الشميتا" أكثر من ثلاثة ملايين نسخة.
إنَّ الرقم ٧ يعتبر مقدساً لدى اليهود, يوم السبت(The Sabbath) هو يوم مقدس عند اليهود فهو مخصص للراحة والعبادة بحيث يمتنعوا عن القيام بتسعة وثلاثين نشاطا. السنة السبتية(الشميتا) تكون كل سبعة سنين ويتم خلالها إلغاء الديون بين اليهود بينما يحل موعد عيد اليوبيل(jubilee) كل ٤٩ سنة, أي كل سبعة دورات زمنية سبتية, حيث يستريح اليهود من زراعة الأرض سنة كاملة ويتم إلغاء كافة أنواع الديون بين اليهود أنفسهم ولا يشمل ذلك غير اليهود(الجوييم). كما أن سنة اليوبيل تشهد حدثا رئيسيا إقتصاديا أو سياسيا أو كليهما معا.
مفاهيم يوم السبت المقدس, السنة السبتية وعيد اليوبيل هي عبارة عن دورات اقتصادية بالنسبة لليهود بحيث يمتنعون عن ممارسة أي نشاط تجاري أو زراعي خلال تلك المناسبات. مقاربة بسيطة سوف تجعل الصورة واضحة أكثر للقارئ, وعد بلفور كان سنة ١٩١٧م وبعد مضي ٤٩ عاما, أي سنة ١٩٦٧م, استكملت قوات الإحتلال الصهيوني سيطرتها على القدس. أما بالنسبة للأزمات الإقتصادية, أزمة الذعر المصرفي الأمريكي سنة ١٩٠٧م وبعد ثلاثة دورات سبتية في سنة ١٩٢٩م, بدأت ملامح أزمة الكساد العظيم التي استمرت إلى سنة ١٩٣٣م. إنفجار فقاعة التكنولوجيا وشركات الإنترنت سنة ٢٠٠١م/٢٠٠٠م حلت بعد دورتي شميتا(١٤ عاما) من أزمة الإثنين الأسود سنة ١٩٨٧م حيث تكبَّدت أسواق المال العالمية خسائر ضخمة. وبعد دورة شميتا واحدة, أي سنة ٢٠٠٨م/٢٠٠٧م, شهد العالم أزمة الرهون العقارية التي تحول الى أكبر أزمة مالية عالمية حتى تاريخه حيث بلغت خسائر أسواق المال العالمية تريليونات الدولارات.
الكاتب لا يدعي التطابق الزمني بنسبة ١٠٠% في جميع الحالات بين السنة السبتية, سنة اليوبيل والأزمات الإقتصادية و الأحداث الرئيسية على مستوى العالم ولكن في بعض الحالات, قد يكون التطابق ١٠٠% أو ٨٠% في حالات أخرى. السنة السبتية الأولى خلال الألفية التي تبدأ سنة ٢٠٠٠م شهدت انفجار فقاعة شركات الإنترنت(دوت كوم) وأحداث سبتمبر سنة ٢٠٠١م, التطابق ١٠٠%. أزمة انهيار أسواق الأسهم والبورصات العالمية(١٩١٦م-١٩١٧م) تطابق توقيت السنة السبتية بنسبة ٨٠% حيث بدأ في نوفمبر ١٩١٦م وانتهى بتاريخ ديسمبر ١٩١٧م بينما كان موعد حلول السنة السبتية في سبتمبر ١٩١٦م. أزمة إنهيار أسواق صرف العملات سنة ١٩٧٣م حيث كان التطابق بين توقيتها وموعد السنة السبتية ٦٦% حيث بدأت أسواق الصرف الدولية بالانهيار بعد أربعة أشهر من بداية السنة السبتية التي بدأت أواخر سنة ١٩٧٢م. الأزمة الإقتصادية(١٩٠١م-١٩٠٣م) التي كان سببها الصراع بين أقطاب البنوك والأعمال في الولايات المتحدة للسيطرة على شركة خط سكة حديد شمال المحيط الهادئ(Northern Pacific Railroad), التطابق مع توقيت السنة السبتية بنسبة ١٠٠%.
خلال الأربعين سنة التي سبقت سنة ٢٠٠٧م, كانت هناك ٥ أزمات اقتصادية رئيسية من الممكن وصفها أنها كانت نقطة تحول بالنسبة لأسواق المال والأسهم الدولية. الأزمة الأولى سنة ١٩٧٣م, في ١١/يناير, وصل مؤشر ستاندرز أند بورز ٥٠٠ إلى ١٢٠ نقطة. ولكن الأسواق المالية بدأت بالانحدار وخسارة اندفاعها حتى تاريخ ٣/أكتوبر/١٩٧٤م حين وصلت إلى مستوى ٦٢ نقطة. إنَّ نقطة التحول الثانية كانت سنة ١٩٨٠م, بتاريخ ٢٨ نوفمبر, وصل مؤشر ستاندرز أند بورز ٥٠٠ إلى مستوى ١٤٠ نقطة ولكن خلال سنة ١٩٨١م وصولا الى تاريخ أغسطس/١٩٨٢/١٢م بلغ مستوى مؤشر ستاندرز أند بورز ٥٠٠ إلى ١٠٢ نقطة. نقطة التحول الثالثة كانت سنة ١٩٨٧م, خلال شهر أغسطس من تلك السنة, وصل مؤشر ستاندرز آند بورز ٥٠٠ إلى ٣٣٦ نقطة ولكنه إنهار إلى ٢٢٤ نقطة في شهر ديسمبر/١٩٨٧/٤م فيما عرف بيوم الإثنين الأسود. نقطة التحول الرابعة كانت سنة ٢٠٠٠م, إنفجار فقاعة الإنترنت حيث هبط مؤشر ستاندرز آند بورز ٥٠٠ نقطة يوم الأثنين/٢٤ من ١٥٢٧ نقطة الى ٧٤٨ نقطة في أكتوبر/٢٠٠٢/٩م. نقطة التحول الخامسة كانت سنة ٢٠٠٧, بداية أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة في الولايات المتحدة حين وصل مؤشر ستاندرز آند بورز ٥٠٠ إلى ١٥٦٥ بتاريخ أكتوبر/٩ من تلك السنة وانخفض إلى ٦٧٦ نقطة بتاريخ مارس/٢٠٠٩/٩م.
إن التوافق بين تاريخ تلك الأزمات الإقتصادية الرئيسية وتوقيت السنة السبتية هو أمر واضح لا لبس فيه. ولكن للحكاية بقية أنصح من يرغب في الإطلاع عليها وقراءة المزيد من التفاصيل المثيرة والمعلومات المفيدة من واقع الكتاب المقدس بشراء الكتاب الذي قام بتأليفه أحد أفضل المختصين في الدراسات الدينية, الحاخام جوناثان كاهن.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment