Flag Counter

Flag Counter

Saturday, September 3, 2022

The Food Revolution: How Your Diet Can Help Save Your Life and Our World

الداعية السعودي علي المالكي لم يكن الشخص الوحيد الذي حذَّرَ من اللحوم المهرمنة وتأثيرها على صحة الإنسان وقدرته الإنجابية. هناك الكثيرين ممن دقوا جرس الخطر وتحدَّثوا عن ممارسات شركات اللحوم وشركات الزراعة الصناعية المكثَّفَة وتأثيرها على البيئة وصحة الإنسان. أحد أولئك الأشخاص هو الطاهي العالمي الشهير جيمي أوليفر الذي خاض معركة شرسة ضد شركة ماكدونالدز في المملكة المتحدة وذلك بسبب معالجة اللحوم التي تستخدمها في صناعة الهمبرجر بمادة الامونيا بهدف قتل الجراثيم والميكروبات قد تتواجد في منتجات الشركة التي تبيعها الى الزبائن.

كتاب اليوم هو أحد الكتب التي نال شهرة واسعة وأعيد طبعه عشرة مرات. كما أنه أحد الكتب الذي تحدَّثَ بالتفصيل عن ممارسات شركات صناعة وتغليف اللحوم وأساليب الزراعة الصناعية المكثفة الغير إنسانية التي لا تراعي المعايير البيئية أو حقوق الحيوانات التي يتم حبسها في أقفاص ضيقة للغاية وفي أماكن قذرة وظروف صجيَّة غير مناسبة. الكاتب ليس شخصا عاديا وليس أي كاتب قام بتأليف كتاب من أجل نشره وتحقيق الأرباح بل هو حفيد أسرة روبنز ووريث إمبراطورية الأيس كريم الذي تخلى عن كل ذلك وأصبح شخصا نباتيا و ناشطا بيئيا.

إنَّ من سوف يقرأ الكتاب سوف يصاب بالذهول من كمية المعلومات الصادمة التي تحتويها صفحاته وسوف يتسائل عن دور السلطات الرقابية والصحية خصوصا في الولايات المتحدة. مزارع الإنتاج الصناعي المكثف حيث يتم تربية الحيوانات مثل الدجاج, الأبقار والخنازير تقوم على مبدأ تحقيق الربحية على حساب حقوق الحيوانات وصحة المستهلكين. حيوانات المزارع التي تستخدم أسلوب الإنتاج الصناعي المكثف يتم حبسها في حظائر ضيقة حيث التهوية السيِّئة ويتم إطعامها خليط من المواد المعدَّلة جينيا مثل الذرة وفول الصويا. كما أنه يتم حقنها بشكل مستمر بالمضادات الحيوية أو إضافتها الى طعامها أو شرابها مما قد يؤدي الى ظهور سلالات من البكتيريا المقاومة جميع المضادات الحيوية المعروفة. 

الأبقار يتم فصلها عن إمهاتها بعد الولادة مباشرة ومن ثم وضعها في أماكن ضيقة وفي أقفاص بالكاد تتسع لها حيث لن ترى أبدا نور الشمس حتى يتم بيعها ونقلها الى المكان حيث يتم ذبحها وتغليفها. إنَّ الممارسات التي تقوم بها تلك الشركات ضد الأبقار هي تماثل ماتقوم به ضد الخنازير والتي بالإضافة الى فصل الحيوان الصغير عن الأم بعد الولادة مباشرة, يتم قطع جزء من آذانها وذلك حتى لا تقضمها حين تتشاجر وتتعارك بسبب ضيق المساحة والظروف السيئة التي تحتجز فيها. الفضلات التي تنتجها تلك المزارع تتسرب الى المياه الجوفية بسبب عدم كفاءة تلك الشركات في معالجة تلك الفضلات وربما عدم اهتمامها وقدرتها على التملص من الرقابة والقوانين بفضل نفوذها ولوبيات الضغط التي تعمل لصالحها وتتلقى منها التمويل.

ولكن ذلك ليس كل شيئ فقد ذكر الكاتب أن مزارع إنتاج الحليب تحقن الأبقار بهرمونات النمو(rBGH) من أجل زيادة كمية الحليب الذي تنتجه كل بقرة. إنَّ تلك الممارسة تعتبر ضارة للغاية بصحة الأبقار وسلامة المنتج نفسه حيث أنها تؤدي الى إصابة الأبقار بالأمراض والإلتهابات مما يعني زيادة حقنها بالأدوية والمضادات الحيوية والتي تنتقل عبر أكل اللحوم الى المستهلك وتؤثر على صحته. كما أن شركات صناعة وتغليف اللحوم تستخدم الإشعاعات النووية من أجل قتل الجراثيم والميكروبات في منتجاتها. ولكن تعريض منتجات اللحوم الى تلك الإشعاعات سوف يؤدي الى تغيير في تركيبتها الكيميائية خصوصا بعض الإنزيمات مما قد يؤدي الى الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة.

الكاتب ناشط بيئي ومن مؤيدي الحمية النباتية مما يعني الإمتناع عن تناول أي منتجات حيوانية مثل اللحوم, البيض وحتى الحليب. ولكن ذلك برأي الشخصي ليس حلا عمليا لأن زيادة عدد الأشخاص الذين يتبعون الحمية الغذائية النباتية سوف يؤدي الى زيادة المساحات المزروعة بمحاصيل نباتية والتي سوف تكون أيضا على حساب الغابات والمساحات الخضراء. إن الأرض قادرة على إطعام أضعاف عدد السكان الذي يعيش عليها حاليا لو كان هناك نوع من التوازن في طعامنا وشرابنا و ممارساتنا في حياتنا يوميا. هناك الأغنياء الذين يفرطون في استهلاك كل شيء ويستحوذون على أكثر من حاجتهم لأنهم يملكون المال. بينما في الوقت نفسه يموت آلاف الأطفال يوميا في دول فقيرة بسبب نقص الطعام الذي تلقي به بعض الدول في البحر من أجل الحفاظ على مستوى سعري مرتفع وأيضا بسبب نقص الدواء الذي تحتكره شركات غربية من خلال براءات الاختراع وترفض بيعه إلى الدول الفقيرة إلا مقابل أثمان مرتفعة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...