Flag Counter

Flag Counter

Monday, July 15, 2024

The Looting Machine: Warlords, Oligarchs, Corporations, Smugglers, and the Theft of Africa's Wealth

القارة الإفريقية هي القارة الأكثر فقرا في العالم ولكنها في الوقت نفسه الأكثر ثروة وتلك مفارقة مدهشة. الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك(١٩٩٥-٢٠٠٧) إعترف في إحدى مقابلاته أن نسبة كبيرة من الأموال الموجود في حافظة الأوراق الاستثمارية الفرنسية مصدرها الإستغلال ومنذ عدة قرون للقارة الإفريقية. مالينس بارت ويليامز, طالبة إقتصاد ألمانية تعود أصولها الى دولة سيراليون في إفريقيا تساءلت بشجاعة خلال أحد اللقاءات في تيدكس-برلين عن تلك المفارقة, ماقيمته ٥٠٠٠ ليون سيراليوني يساوي وحدة عملة أوروبية قيمتها يورو واحد على الرغم من أن إفريقيا هي أحد أهم مصادر الذهب الذي يستخرج من شركات أوروبية بدون أن تستفيد منها القارة السمراء الأفقر في العالم. الأرقام التي تحدثت عنها مالينس تثير الدهشة والاشمئزاز في الوقت نفسه, ٥٠٠ مليار دولار سنويا قيمة المبالغ التي تجبر فرنسا دولا في القارة الإفريقية على دفعها بذريعة أنها ديون ترتبت على تلك الدول خلال فترة الإستعمار الفرنسي.

 توم بورغيس صحفي استقصائي بريطاني عمل لمدة ثمانية سنوات مراسلا لصالح صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في عدة دول إفريقية منها نيجيريا وجمهورية جنوب إفريقيا. وقد فاز توم بورغيس بعدد من الجوائز نتيجة عمله العنيد والشجاع في فضح المصالح الراسخة القوية للشركات والعسكرية والمالية والسياسية، التي نهبت الفائض من ثروات أفريقيا حيث صبت عوائد مالية ضخمة تجاوزت سنة ٢٠١٠ أكثر من ٣٠٠ مليار دولار في حسابات شبكة عالمية من التجار والمصرفيين المتحالفين مع شركات ومستثمرين وأوساط سياسية محلية مارقة وفاسدة من أجل نهب الثروات الطبيعية للقارة السمراء خصوصا النفط, الذهب, الألماس, النحاس و الكولتان. ولا يتردد توم بورغيس في وصف المستفيدين من آلهة النهب بأنهم مافيات وفاسدون حتى النخاع حيث يكشف عن ممارسات لا أخلاقية تشمل تقديم الرشاوي ومخالفة القانون خلال مختلف مراحل استغلال ثروات القارة الإفريقية.

في كتابه الصادر سنة ٢٠١٦, يكشف توم بورغيس حقيقة معجزة التنمية الإفريقية في قارة غنية بالموارد الطبيعية, إنه مجرد سراب. نصيب القارة الإفريقية من التصنيع العالمي ١% منذ سنة ٢٠٠٠ على الرغم من أنها تعتبر ٣٠% من احتياطي العالم من الهيدروكربونات والمعادن وتمثل ١٤% من تعداد سكان العالم. القارة الأفريقية تساهم بما نسبته ٢% من الناتج الإجمالي العالمي بينما تحتوي على ١٥% من البترول الخام في العالم, ٤٠% من الذهب, ٨٠% من مادة البلاتين الثمينة و مخزونات هامة من مادة اليورانيوم. القارة الإفريقية هي القارة الأكثر ثروة في العالم ولكنها مكان يعاني من الحروب الأهلية والأزمات والصراعات الإثنية والعرقية, البؤس, الفقر, الأوبئة ونقص الخدمات العامة خصوصا في مجال الصحة ونظام تعليمي غاية في التأخر والتخلف. دول القارة الإفريقية بقيت مربوطة في أسفل سلسلة الإمداد الصناعي في الوقت نفسه الذي نجحت فيه دول مثل الصين والبرازيل في نقل اقتصادها الى مستوى متقدم, الصين هي مركز صناعي عالمي والبرازيل تحولت من دولة مدينة الى دول دائنة.

هناك الكثير من الحقائق والمعلومات المثيرة التي يكشف عنها توم بورغيس في كتابه الأول والتي لن أضيِّع على القارئ المتعة في إكتشافها عبر شراء الكتاب وقرائته. كتاب "آلة النهب: أمراء الحرب ، الأوليغارشية ، الشركات ، المهربون ، وسرقة ثروات إفريقيا" تلقى الكثير من ردود الفعل الإيجابية من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي وصفت الكاتب بالجرأة والشجاعة, صحيفة وول ستريت جورنال التي أثار الكتاب إعجاب محرريها وصحف عالمية أخرى مثل الإيكونوميست, الفاينانشيال تايمز, التايمز و صحيفة الأوبزرفر التي لم تتردد في كيل المديح للمؤلف وكيف أنه فضح حتى دور البنك الدولي في آلة النهب.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية




The Lexus and the Olive Tree

لو حاولنا أن نشرح مفهوم العولمة لوجدنا أنسب تعبير أنها عبارة عن نظام عالمي وُجِدَ ليستمر فهي ليست توجُّه مؤقت تحكمه ظروف وعوامل تنتهي بنهاية فترة زمنية معينة أو أنها ظاهرة عابرة قد تلقى القبول لدى البعض بينما قد يرفضها أخرون. العولمة نظام اقتصادي عالمي فرض نفسه على الحكومات والأفراد على حد سواء, نظام له ديناميكية غير ثابتة تتغيَّر وتتبدَّل بإستمرار وعلى جميع المنخرطين فيه القبول بذلك وأن تكون لديهم القدرة على التكيُّف في أقل فترة زمنية ممكنة. العولمة هي نظام قائم على الإستهلاك والفردية وتفكيك روح الجماعة وأن الهدف الأسمى هو تحقيق الرِّبح حيث تطغى المادة ويتضائل دور الجوانب الروحية الغير مادية.

توماس فريدمان كاتب وصحفي أمريكي اشتهر بنظرية "الأقواس الذهبية" التي تذكر بأنه:"لم تتحارب دولتان افتتحت فيهما مطاعم مكدونالد؛ منذ حظيت كل منهما بمطعمها الخاص." يعتبر كتابه "الليكزس وشجرة الزيتون, محاولة لفهم العولمة" أحد أفضل المؤلفات التي تحاول أن تشرح مفهوم العولمة للقارئ العادي بعيدا عن إستخدام الألفاظ والمصطلحات المعقدة. السيارة الليكزس ترمز إلى السرعة والفخامة والرفاهية بينما شجرة الزيتون ترمز للأصالة والتقاليد والثبات, توماس فريدمان كان واضحا وصريحا في وجهة نظره بأنه لا مكان في عالم العولمة للخصوصية حيث لا يمكن الإحتفاظ بهوية ثقافية متفرِّدة وإلا فسوف يعني ذلك الإنعزال عن العالم. التكنولوجيا, رأس المال والمعلومات هي عبارة عن ثلاثة عوامل سوف تكون مسؤولة عن تغيير السوق العالمية وتسوية الحدود السياسية والجغرافية القديمة حيث ينحسر مفهوم "الدولة ذات السيادة" لصالح رأس المال العابر للقارات وحيث تصبح الهوية القومية للشعوب مهددة بالإنقراض وينشأ الصراع بين التقليد والحداثة.

إن الحقائق على أرض الواقع تثبت سقوط وجهة النظر التي تبناها فريدمان وأن العولمة لم تنتج الديمقراطية والحريات والسلام العالمي بل أدت الى نتائج عكسية تماما. اتساع الفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء, تآكل الطبقة الوسطى, صعود الأحزاب الشعبوية اليمينية المتطرفة وإنتشار بؤر التوتر والصراعات حول العالم. الديمقراطية تذوي تحت وطأة العولمة واتفاقيات التجارة الحرة, القوة ظاهريا في يد الشعب حيث يستمدها عن طريق الانتخاب والاقتراع والبرلمانات والمجالس النيابية, ولكن تلك القوة التي تمثلها السلطة السياسية التي من المفترض أنها بيد الشعب, قد تسربت بالسر وأصبحت بيد جماعات الضغط, الجهات المانحة والشركات العابرة للقارات التي أصبحت هي التي تقرر كيف تتصرَّف الحكومات وماعليها أن تفعله حيث الأولوية في إقرار القوانين والتريعات التي تناسب القطاع الخاص وليس الشعوب. 

إن الاتفاقيات الدولية مثل الشراكة العابرة الأطلنطي، اتفاقية الإتجار في الخدمات, إتفاقية التجارة الحرَّة(الجات), اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية(نافتا) وغيرها من الاتفاقيات التي تعقد خلف الأبواب المغلقة وكتبت بنودها في المنتديات الإقتصادية العالمية مثل منتدى دافوس, تحتوي على بنود تضر بالسيادة الوطنية للدول بحيث لا يمكن لشخص عاقل ذو بصيرة ورؤية أن يوافق عليها لو إطَّلع على تفاصيلها. إن القبول بإنشاء كيانات أجنبية غامضة, تفتقر الى الشفافية وذلك من أجل أن يسمح للشركات بتجاهل المحاكم الوطنية وأن تقاضي الحكومات وتطالبها بتعويضات عن نتائج قرارات ديمقراطية اتخذتها الشعوب, هو أمر يتناقض مع مفهوم الديمقراطية وبالتالي لا يمكن الجمع بين مفهومين, الديمقراطية والعولمة بحسب بعض الآراء منها الكاتب البريطاني جورج مونبيوت.

قد نتفِّق أو نختلف مع فريدمان في وجهة نظره خصوصا في مسألة الأقواس الذهبية. ففي كتاب "الليكزس وشجرة الزيتون, محاولة لفهم العولمة," يتحدث فريدمان عن العولمة على أنها الخيار الأول والأخير الذي لا بديل له على الرغم من أنه هناك الكثيرين ممن يعارضون نظريته ويرون أنها فشلت وأن الثقة انحسرت بالعولمة وأن محاولة تنميط سلوكيات المستهلكين قد فشلت وأن العولمة وتحرير التجارة لا ينتجان بالضرورة أنظمة حكم ديمقراطية. إن نظرية فريدمان يمكن أن تصنَّف على أنها واحدة من نظريات نهاية التاريخ التي تقترح أن الرأسمالية العالمية يمكن أن تؤدي الى سلام دائم وأن إندماج الدول في الإقتصاد العالمي وتبنيها للنمط الإقتصادي الإستهلاكي وفتح أسواقها أمام حركة التجارة العالمية سوف يحد من قدرتها على خلق المشاكل والإضطرابات والتحول نحو الديمقراطية والحريات. 

كتاب فريدمان نال تقديرات إيجابية من عدد من الصحف العالمية منها فورين أفيرز(Foreign Affairs), بالتيمور صن, بوسطن غلوب و صحيفة النيويورك تايمز. توماس فريدمان يكتب في عدة صحف مرموقة منها فورين أفيرز(Foreign affairs), نيويورك تايمز, ميدل إيست غلوباليزيشين(Middle East globalization) وغيرها. كما أنه فاز بعدد من الجوائز منها جائزة بوليتزر ثلاثة مرات(٢٠٠٢,١٩٨٨,١٩٨٣), جائزة نادي الصحافة لما وراء البحار(٢٠٠٤). كما تم انتخابه عضوا في مجلس إدارة جائزة بوليتزر سنة ٢٠٠٥.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





Grey Wolf

إن مسألة إنتحار زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر وعشيقته التي تزوجها قبل ساعات من انتحارهما مازالت لغزا مستعصيا على الحل بالنسبة الى الكثيرين. توفي أدولف هتلر, منتحرا أم بعد أن عاش حياته الطبيعية في الأرجنتين, ولكنه في النهاية أخذ معه الى القبر أسراره وقد كان لديه الكثير منها. ولقد حاول الكثيرون حل ذلك اللغز المستعصي, مئات الساعات من الأفلام الوثائقية وعدد لا يحصى من المقالات والمواضيع التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة والكتب التي تم تأليفها تناولت مسألة إنتحار هتلر أو هروبه الى الأرجنتين أو تشيلي أو البرازيل. أحد أهم تلك الكتب في ذلك المجال هو كتاب "الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر(Grey Wolf: The Escape of Adolf Hitler)" الذي نشر سنة ٢٠١٣ حيث بنى المؤلفان, سايمون دونستان (Simon Dunstan), جيرارد ويليامز (Gerrard Williams), وجهة نظرهم في الكتاب حول هروب هتلر الى الأرجنتين اعتمادا على مجموعة من الوثائق والأدلة وشهادة الشهود.

الفرضية التي حاول المؤلفان شرحها في كتابهما والتي تعرضها بسببها للكثير من الهجوم وأن ضمن نظرية المؤامرة, أن هتلر قد نجح في الهروب من ألمانيا بعد اتفاقه مع الأمريكيين على تسليمهم أسرار الحرب النازية خصوصا مشاريع عسكرية غاية في التعقيد منها مشروع الطائرة الشبحية والمدفع العملاق والقنبلة الذرية الألمانية, وأماكن إخفاء الكنوز والتحف الفنية والثروات خصوصا السبائك الذهبية التي نهبتها القوات الألمانية أثناء تقدمها في أنحاء أوروبا. المثير للدهشة أن هناك إشاعات تدور حول أبحاث نازية على مشاريع لها علاقة بتكنولوجيا مرتبطة بكائنات فضائية ومركبات فضائية كانت تزور ألمانيا من فترة الى أخرى. القوات الأمريكية كانت مهتمة أثناء تقدمها في الأراضي الألمانية بمسألة أخرى مهمة وهي القبض على أكبر عدد ممكن من العلماء الألمان ونقلهم للعمل على مشاريع في الولايات المتحدة.

الأدلة التي يسوقها الكثيرون حول إنتحار هتلر تعرضت خصوصا الجمجمة التي كانت محفوظة في أرشيف الإتحاد السوفياتي وفيها أثر رصاصة قد أصبح من الواضح بعد فحصها من خبراء مختصين أنها تعود الى إمرأة وليس رجل. كما أن المزاعم أن جثث أدولف هتلر وإيفا براون قد تم إحراقهم في ساحة حديقة مبنى المستشارية حيث كان هتلر يتحصن بالقبو وذلك بعد انتحارهما ليلة ٣٠ نيسان/أبريل/١٩٤٥ تفتقد الى المصداقية. وعلى الرغم من الغموض إلا أن هناك الكثير من الأخبار التي قد تدعم الرواية حول هروب هتلر منها أن هناك مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الألماني والحزب النازي قد تمكنوا من الهروب وقبض على بعضهم منهم أدولف إيخمان الذي كان يعيش بشخصية مزورة في الأرجنتين ويعمل في أحد مصانع السيارات الألمانية.كما أن هناك أخباراً تظهر بين الفينة والأخرى عن العثور على مخابئ محصنة في غابات الأرجنتين قد تم إستخدامها من القادة النازيين الفارين من ألمانيا أو حتى قاعدة عسكرية ألمانية في القطب الشمالي. إن Zwy Aldouby أحد مؤلفي كتاب وزير الموت(Minister of Death) والذي يتناول سيرة حياة أحد كبار ضباط قوات العاصفة الألمانية(إس إس) أدولف إيخمان ذكر أن مارتين بورمان شوهد في أحد مناطق بوليفيا النائية وأنه عاد الى الأرجنتين سنة ١٩٧٢ بعد إعادة  فوز خوان بيرون بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين.

هناك الكثير من الأدلة التي ذُكرت في الكتاب وتدعم وجهة النظر حول نجاح أدولف هتلر في الهروب من ألمانيا الى الأرجنتين حتى وفاته فيها بشكل طبيعي من المرض والشيخوخة سنة ١٩٦٢ عن عمر يناهز ٧٢عاما. الدليل الأول أن مارتين بورمان, سكرتير هتلر الشخصي ومهندس عملية الهروب لم يعثر على جثته وأن الجثة التي عثر عليها قرب مبنى المستشارية تعود الى شخص آخر. أسرة مارتين بورمان رفضت رواية وفاته ولم تعترف بذلك ولم يبدو عليهم أي مشاعر حزن على وفاته. الدليل الثاني هناك مسؤولين نازيين آخرين إختفى أي أثر لهم منهم منهم هاينرش مولر, أحد كبار ضباط جهاز الجستابو المرعب, وأن الجثة التي عثر عليها مدفونة في برلين لم يثبت أنها جثة هاينرش مولر. الدليل الثالث بيتر بومجارت, طيار ألماني قدَّم شهادته خلال إعتقاله في أحد السجون البولندية حول قيامه بنقل هتلر وعشيقته خارج الأراضي الألمانية وقيامه بنقل عدد من أقارب إيفا براون خارج الأراضي البولندية. الدليل الرابع أن ستالين بنفسه لم يكن مقتنعا أن هتلر قد إنتحر كما أن الجنرال السوفياتي الشهير جورجي زوكوف صرَّح بأنه ليس مقتنعا برواية إنتحار هتلر.

هناك الكثير من المعلومات المثيرة للاهتمام التي يحتويها الكتاب والتي ذكرها المؤلفان من أجل أن يدعموا وجهة نظرهم حول هروب هتلر وإيفا براون وكبار القادة النازيين الى الأرجنتين. قارئ الكتاب سوف تدفعه تلك المعلومات وأسلوب مؤلفي الكتاب المميز في إستعراضها الى الإستمرار في القراءة حتى النهاية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية






الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...