Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, August 16, 2022

دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة اليهودية على فلسطين(1876-1909)

الكتاب: دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة اليهودية على فلسطين(1876-1909)

الكاتب: د. فدوى نصيرات

الدكتور فدوى نصيرات هي أكاديمية أردنية معروفة حائزة على بكالوريوس التاريخ من جامعة اليرموك الأردنية(1995), ماجستير في تاريخ العرب المعاصر من الجامعة نفسها(1998) ودكتوراه في فلسفة التاريخ عن تاريخ العرب الحديث والمعاصر من الجامعة الأردنية(2008). كما شغلت عدد من المناصب الأكاديمية منها عضو هيئة التدريس في جامعة فيلادلفيا الأردنية(2005-2013) وعضو في جمعية المؤرخين العرب(2010-2013). تشارك الدكتورة فدوى في إلقاء المحاضرات وعقد الندوات حول مناهضة العنصرية والصهيونية ومواضيع تاريخية متنوعة.

الكتاب الذي أقدمه لكم اليوم قد أثار الكثير من الجدل وتعرض الى هجوم من أتباع أحزاب الإسلام السياسي وأنصار مايسمى الخلافة العثمانية خصوصا حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهم ممن تعرضوا الى غسيل الدماغ حول تاريخ الدولة العثمانية وامجادها السابقة. كما تعرضت الكاتبة للهجوم وبأن وجهة نظرها منحازة وغير حيادية وبأن السلطان عبد الحميد الثاني هو شخص مفترى عليه وأن جمعية الإتحاد والترقي كانت هي المسؤولة عن كل المصائب والأحداث الوخيمة التي مرت بها الدولة العثمانية وأدَّت الى ضياع فلسطين وسيطرة الصهيونية عليها. كل تلك الأكاذيب التاريخية التي يحاول من خلالها أتباع الإسلام السياسي تضليل الشعوب بها لن تصمد أمام باحثة تاريخية ومتخصصة مثل الدكتورة فدوى نصيرات.

في مقدمة كتابها, وصفت الدكتورة فدوى شخصية السلطان عبد الحميد الثاني بأنه كان يتَّصف بالحنكة السياسية والفكر الثاقب يدرك مايدور حوله بفطنة وسرعة بديهة. كما أنه كان على علم قوي بالشؤون الأوروبية عارفا باللغات والعادات والشؤون الخارجية لكل من العالمين الشرقي والغربي ويتابع كل كبيرة وصغيرة من شؤون وقضايا الأمة. الهدف من تلك المقدمة هو إبراز شخصية السلطان وبأننا لسنا أمام شخصية ضعيفة لا تدرك ما يدور حولها من أحداث وبالتالي لا تستطيع التنبؤ بما سوف يقع في المستقبل. وقد نجح السلطان عبد الحميد بالحفاظ على حكمه في ظل ظروف محلية ودولية غاية في التشابك والتعقيد, ثورات في البوسنة والهرسك وبلغاريا وحرب مع روسيا القيصرية وإستيلاء فرنسا على تونس(1881) وإنجلترا على مصر(1882). أما داخليا, فقد فرض السلطان عبد الحميد الثاني حكما إستبداديا طوال ثلاثين عاما حيث أنه سنة 1878 قام بحل البرلمان الذي تم تشكيله سنة 1876 وعطَّل الدستور, الخزينة كانت خاوية ومالية الدولة العثمانية تعاني من الديون.

خلال محاضرة في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية عقدت في العاصمة الأردنية عمان محورها كتاب "دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة اليهودية على فلسطين(1876-1909)" , تحدثت الدكتورة فدوى أن القدس كانت مرتبطة إداريا بالعاصمة العثمانية وأن توقيع السلطان عبد الحميد الثاني كان ضروريا على أي فرمان أو أمر إداري يخص تلك المدينة والمناطق التي حولها وبالتالي لا يمكن تصديق المزاعم أنه لم يكن يعلم بما يدور في فلسطين و المطامع الصهيونية في تلك البقعة من أراضي الدولة العثمانية. الباحثة ذكرت أن عدد اليهود الذين استوطنوا في فلسطين قد إزداد الى 80 ألفا سنة 1908 وهو ثلاثة أضعاف عددهم سنة 1882. وخلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني, تمكن اليهود من دخول فلسطين والاستيطان فيها وتأسيس أكثر من ثمانية وستين مستعمرة تحت سمع وبصر السلطات العثمانية وعلى أراضي تم شراؤها وترخيصها بشكل قانوني.

إن أحد أهم الوثائق التاريخية التي يعتمد عليها أنصار الخلافة العثمانية والمدافعين عن السلطان عبد الحميد الثاني هي رسالة أرسلها الى محمود أبو الشامات شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية في دمشق دافع فيها عن موقفه فيما يتعلق باستيلاء الصهيونية على فلسطين وأنه قاوم مطامعهم ورفض الإغراءات التي قدموها خصوصا المالية مما أدى الى عزله من عرش السلطنة ونفيه خارجها الى مدينة سالونيك في اليونان. الباحثة فدوى نصيرات تساءلت عن سبب عدم ظهور تلك الرسالة في حياة الشيخ محمود أبو الشامات وحتى بعد وفاته سنة 1923 ولم تظهر إلا سنة 1972 عن طريق أحد أحفاده ولماذا بقي ذلك السر مدفونا كل تلك الفترة التاريخية حين كانت الحاجة الى إبرازه والدفاع عن موقف السلطان عبد الحميد الثاني ملِحََة وضرورة تاريخية. أحد النقاط المهمة التي ذكرتها الدكتورة فدوى هي أن رسالة السلطان عبد الحميد إلى الشيخ محمود أبو الشامات هي رد على رسالة من الأخير اليه ولكن السلطان عبد الحميد يكاد لا يذكر الكثير عن رسالة شيخه ولا عن أسبابها ولايوجد في أرشيف الشيخ محمود أبو الشامات أي ذكر لتلك الرسالة وقد كان حريا بالشيخ أن يظهرها ويدافع عن سمعة أحد كبار مريديه. وقد أضافت الباحثة في تحليلها لتلك الوثيقة الكثير من الآراء القيمة والمفيدة لأي باحث تاريخي يسعى الى رأي, لن أقول محايدا, بل يعتمد على وقائع تاريخية محددة وواضحة.

كتاب د.فدوى نصيرات "دور السلطان عبد الحميد الثاني في تسهيل السيطرة اليهودية على فلسطين(1876-1909)" هو أحد الكتب المهمة والمتخصصة في مجال التاريخ والبحث التاريخي والتي أعتبرها إضافة مهمة الى أي مكتبة يكون مالكها مهتما بحقبة تاريخية كانت تعتبر مجالا خصبا للأكاذيب والشائعات بهدف إستجرار الماضي وتطبيقه على واقعنا المعاصر واستغلال ذلك لتحقيق أهداف سياسية لا تريد للوطن العربي والعرب الخير. أنصح بشراء الكتاب وقراءته لأنني لا أستطيع في تقديم مختصر لمحتوى الكتاب أن أذكر جميع النقاط المهمة التي تحدثت عنها المؤلفة حيث أنني لا أرغب في أن أضيع على القارئ فرصة إكتشاف ذلك بنفسه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





Monday, August 8, 2022

نقد الإقتصاد السياسي

كتاب اليوم هو أحد أهم الكتب التي تم تأليفها في الوطن العربي في مجال الاقتصاد السياسي, الكاتب هو المفكر والمتخصص في مجال الاقتصاد السياسي محمد عادل زكي, مواليد مدينة الإسكندرية, مصر. كتاب "نقد الإقتصاد السياسي" يملأ فراغا في المكتبة العربية في أحد مجالات الاقتصاد المهمة حيث أن أغلب المؤلفات في ذلك المجال تعود الى مؤلفين واقتصاديين غربيين.

إن أول من استخدم مصطلح الاقتصاد السياسي هو الفرنسي أنطوان دي مونكريتيان (1575-1621)، في القرن السابع عشر رغبة منه في تمييز كتابه عن مساهمات قدماء اليونانيين مثل أرسطو الذين كانوا يهتمون بالاقتصاد المنزلي والذي يعرف بالاقتصاد المصغر(Microeconomic). إن الإقتصاد السياسي يهتم بدراسة القواعد المتعلقة بثروة الدولة وكيف أن الدولة التي لا تمتلك المعادن النفيسة خصوصا الذهب تستطيع أن تحصل عليها وتزيد بذلك من مكانتها التجارية بين الأمم الأخرى. وإن كان أنطوان دي مونكريتيان هو أول من استخدم المصطلح, إلا أن عالم الاقتصاد الاسكتلندي آدم سميث(1723-1790) هو أول من وضع قواعد شاملة وجامعة مبادئ الإقتصاد السياسي في كتابه "ثروة الأمم" والذي يعتبر بحق موسوعة في مجاله. ومع تطور الزمن, تطور علم الاقتصاد السياسي الى البحث في جميع ظواهر نمط الإنتاج الرأسمالي، الناشئ آنذاك بداية من قانون القيمة والظواهر المتمفصلة حوله وأسباب الصراع بين الرأسمالية والبروليتاريا العاملة.

ولكن في نهاية القرن التاسع عشر, برز إلى السطح تيار يؤمن بأن علم الاقتصاد عبارة عن دراسة مجموعة العلاقات التي تربط بين الإنتاج والإستهلاك والهدف هو تجريد علم الإقتصاد السياسي من محتواه الاجتماعي وعزله عن العلاقة الإجتماعية بين طرفه الأول, المنتج, وطرفه الثاني, المستهلك. وقد أطلق على ذلك التيار الإقتصادي المدرسة الإقتصادية النيوكلاسيكية التي كانت تعتبر أن الإقتصاد عبارة عن علم معملي يمكن التعبير عنه عن طريق المعادلات الخطية والرسوم البيانية وأن العلاقة بين الأشياء هي مادية وليست اجتماعية وأن المنفعة هي مقياس القيمة. ويرى محمد عادل زكي من وجهة نظره أن نظرية القيمة التي تؤمن بها المدرسة الإقتصادية النيوكلاسيكية التي تعتبر الخادم الأمني دوما للمؤسسة السياسية هي نظرية هزيلة ومسخ, "وأن النيوكلاسيك لم تكن لديهم أبداً نظرية في القيمة، إنما هي نظرية في المنفعة، تحاول تمييع مفهوم القيمة."

الكتاب مقسَّم الى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول: الأساسيات الإشكاليات المركزية التي تعتبر محل اهتمامنا. الجزء الثاني يبحث في الفرضية التاريخية أن الاقتصاد السياسي توقف عن التطور عند أفكار محددة والتي لابد من استكمالها. أما الجزء الثالث عبارة عن إعادة  النظر في المركزية الأوروبية الَّتي أصبحت مهيمنة على علم الاقتصاد السياسي؛ فقامت بإفراغه من محتواه الإنساني وطابعه العالمي. الكتاب يعتبر مساهمة مهمة من محمد عادل زكي في مجال الاقتصاد السياسي من وجهة نظر نقدية ومقارنة. أنصح بشراء الكتاب وقراءته للمبتدئين أو المتخصصين في مجال الإقتصاد.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


المتناطحون, المعركة الإقتصادية القادمة بين اليابان, أوروبا وأمريكا

الكتاب: المتناطحون, المعركة الإقتصادية القادمة بين اليابان, أوروبا وأمريكا

الكاتب: د. لستر ثرو

ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية


خلال الفترة التي سبقت انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية سنة 2000/2001, لم يكن أحد يرى العملاق القادم من الشرق. الصين نفسها لم تكن مهتمة بإظهار ذلك حتى تحين اللحظة المناسبة وذلك خلال إجتماع منظمة التجارة العالمية في العاصمة القطرية, الدوحة. العالم كان يرى ثلاثة تكتلات اقتصادية رئيسية سوف تتنافس على حصة أكبر من كعكة الاقتصاد العالمي: الإتحاد الأوروبي, الولايات المتحدة واليابان. ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن. الإتحاد الأوروبي يتعرض لأكبر أزمة وجودية بسبب مجموعة من المشاكل مثل أزمة الديون السيادية لعدد من الدول الأعضاء منها اليونان وإسبانيا وإيطاليا, إنسحاب بريطانيا(بريكسيت) وأزمة فيروس كورونا حيث تتهم إيطاليا الاتحاد الأوروبي بأنه تخلى عنها في تلك الأزمة, اليابان غارقة في كساد مستمر لأكثر منذ أكثر من عشرة سنين, بينما الولايات المتحدة تعاني من مشاكل بنيوية منها ديون سيادية مرتفعة, إرتفاع نسبة البطالة وهجرة الشركات الى دول أخرى حيث تتوفر على عمالة رخيصة وقوانين عمل مرنة. المعركة مع الصين هي معركة سياسية قبل أن تكون إقتصادية. الغرب يخشى من القوة العسكرية الصينية المهيمنة حيث أن الصين تعرضت في السابق الى الغزو من دول أوروبية وحتى اليابان. رأس المال سوف يبحث عن أفضل الشروط الممكنة في الصين أو في دول أخرى مثل الهند, فيتنام أو حتى في الشرق الأوسط.

د. لستر ثرو(1938-2016) هو باحث أمريكي في مجال الاقتصاد السياسي وشغل في السابق عميد كلية الإدارة في معهد إم آي تي(MIT) والذي يوصف بأنه أحد أهم الجامعات النخبوية ليس فقط في الولايات المتحدة بل والعالم. كما أنه أحد مؤسسي معهد السياسات الاقتصادية(Economic Policy Institute) سنة 1986, معهد بحثي في مجال الإقتصاد مقره في العاصمة الأمريكية واشنطن. له عدد من المؤلفات المهمة:

(1996) The Future of Capitalism: How Today's Economic Forces Shape Tomorrow's World

(2001) The Zero-Sum Society: Distribution And The Possibilities For Change

(1992) Head to Head: The Coming Economic Battle Among Japan, Europe, and America

الكتاب يتحدث عن الصراع الاقتصادي الذي أعقب انهيار جدار برلين وتفكك حلف وارسو وانتهاء ما يعرف بالحرب الباردة والصراع الداخلي في الإتحاد السوفياتي الذي اندلع سنة 1991 وأدى في النهاية الى تفككه. مرحلة مهمة بدأت في تلك السنة حيث تتصارع ثلاث قوى إقتصادي كبرى هي: الولايات المتحدة, الاتحاد الأوروبي, اليابان. يتناول د. ليستر في كتابه قوانين تلك المنافسة المحتدمة, عناصر القوة والضعف في كل طرف من أطرافها ومحاولة قراءة مستقبل الاقتصاد العالمي في ضوء المعطيات المتوفرة. ولكن حتى شخص مثل د. ليستر ثرو الذي يمتلك الخبرة العميقة في الاقتصاد والمركز الأكاديمي المرموق أخطئ في توقعاته المستقبلية ولم يرى وهو يشغل منصبا في أحد أهم الجامعات الأمريكية العملاق الصيني القادم الذي سوف يبتلع الجميع ويصبح القوة المهيمنة في الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من ذلك, قراءة الكتاب تعطي فكرة جيدة عن الطريقة التي يفكر فيها المسؤولون في اليابان, الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وكيف يرسمون سياستهم الاقتصادية والعوامل التي تؤثر على القرارات التي يتخذونها ومقارنة ذلك مع الصين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...