Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, April 27, 2022

الإستشراق(Orientalism)

هناك مجموعة من النقاط المضيئة التي تميز الكاتب والمثقف الفلسطيني إدوارد سعيد والتي تجعل من آرائه وكتاباته خصوصا كتاب "الاستشراق" لاغنى عنها لأي باحث أو حتى مجرد شخص مهتم بالقرائة والبحث في أحد الأصول التي اعتمد عليها الاستعمار الغربي في تقديمه مبررات أخلاقية من أجل تواجده في بلدان الوطن العربي. إدوارد سعيد وعلى الرغم من وفاته سنة 2003 يعتبر أهم مفكر عربي وأحد أهم المفكرين في العالم والذي شغل طوال حياته مكانة بارزة بين الباحثين والأدباء الغربيين. كما أنه خاض معارك فكرية وأدبية أثناء إقامته في الولايات المتحدة دفاعا عن وجهة نظره حيث انتقد نظرية صراع الحضارات التي عبر عنها المفكر الأمريكي صامويل هنتنجتون وانتقد المستشرق الأمريكي-اليهودي برنارد لويس وإعتبر أنه مارس الخطأ الذي قام به كثيرون من قبله حيث انحرف مفهوم الاستشراق من مجاله البحثي الى توظيفه في أغراض سياسية. وفي الولايات المتحدة حيث كان يقوم بالتدريس في جامعة كولومبيا, تعرض الى حملة إعلامية طالبت بفصله من عمله بتهمة معاداة السامية بسبب آرائه المؤيدة للقضية الفلسطينية. وقد فشلت الحملة ورفض رئيس جامعة كولومبيا الاستجابة للضغوطات ووصف إدوارد سعيد بأنه "عملاق متميز في حقله··إنه واحد من أعظم المثقفين في الإنسانيات على مستوى العالم." إدوارد سعيد الإنسان تجاوز كافة العوائق الثقافية والتقاليد البالية في كتاباته حيث أنه ينتمي الى النخبة المسيحية في فلسطين ورغم ذلك دافع عن العرب والإسلام وعارض الإستعمار وفضح الأساليب المقيتة والعنصرية التي إستخدمها ومازال في التحكم في منطقة الوطن العربي وشعوبها.

وقد أكَّد إدوارد سعيد في كتابه على وجهة نظره بأن أن الشرق ليس موجودا إلاّ في أحلام المستشرقين الغربيين انطلاقا من القرن الثامن عشر. كما أن الدراسات التي أنجزت حول الشرق لم يكن لها وإنما كانت ذات أهداف وغايات إستعمارية وليس ثقافية أو حضارية وتم إستخدامها من أجل تبرير الجرائم التي كان الغرب ينوي ارتكابها في العالم العربي انطلاقا من بداية القرن التاسع عشر. كما عبَّرَ إدوارد سعيد عن عدم تفائله من حدوث حالة مصالحة وتوافق بين الشرق والغرب حيث يزداد الوضع سوءا يوما بعد آخر. العالم الإسلامي بالنسبة الى المواطن الأمريكي الشمالي هو بالنسبة إليه بعيد، وصحراوي, فيه عدد كبير من الخرفان والإبل وأناس بسكاكين بين أسنانهم يقومون بأعمال إرهابية. أما من الناحية الأخرى, الصورة النمطية للأمريكي في المخيلة الإسلامية أنه شخص مهووس بالجنس وتعاطي المخدرات والمبالغة في الأكل. النتيجة هي  الفراغ بدلا من الحضور والتفاعل البشري حيث لايمكن الوصول الى حالة من التوافق نتيجة تبادل الآراء والخبرات المختلفة. ولكن إدوارد سعيد يرى أنه لابد من مواصلة الحوار ورأب الصدع بين المعسكر الإسلامي-العربي والغربي وتقليص هوة الخلافات بينهما لأن ذلك هو الضمان للسلام العالمي.

 لقد نجح إدوارد سعيد نجح من خلال آرائه التي عبَّرَ عنها في كتاب "الاستشراق" من قلب الطاولة على المدرسة الأمريكية والغربية الإستشراقية التي كان أشخاص مثل برنارد لويس, صاموئيل هانتنغتون وفرانسيس فوكوياما من رموزها بل ومن نخبة المفكرين والباحثين التاريخيين ومن يوصفون بقادة الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة. ولكن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية ساهمت في إعادة بعث أفكارهم التي تنظر إلى العالم من وجهة نظرالإمبراطورية الأميركية بعد أن تبنت النخب السياسية والمسؤولين في مراكز صنع القرار تلك الأفكار وقامت بالترويج لها معاهد التفكير والأبحاث في دول غربية متعددة. إن مفاهيم الإسلاموفوبيا ورهاب الأجانب هي ثمرة تلك النوعية من الأفكار ذات الصبغة العنصرية التي ساهمت في ترسيخ الصورة النمطية للعرب والمسلمين في دول الغرب واستغلال ذلك من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى واستخدام مصطلحات براقة مثل الحرية والديمقراطية في سبيل ذلك.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

Thursday, April 21, 2022

لعبة الشيطان(Devil's Game)

روبرت دريفوس صحفي استقصائي أمريكي يعمل محررا مشاركا في مجلة ذي نيشن(The Nation). كما أنه يشارك في الكتابة في عدد من الصحف والمواقع التقدمية والعالمية مثل رولينغ ستون, ذي دبلومات(The Diplomat), الغارديان البريطانية وغيرها. كتاب "لعبة الشيطان" هو أحد الكتب التي قام روبرت دريفوس بتأليفها ويحكي فيه كيف قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا بإطلاق العنان لتنظيمات الإسلام الأصولي من أجل خدمة المصالح الإمبريالية والاستعمارية للدولتين. الولايات المتحدة قدمت كل الدعم الممكن لتنظيمات الإسلام الراديكالي مما أدى الى ميلاد الإرهاب وفي مرحلة لاحقة, انقلبت تلك التنظيمات على مشغليها أو تمت هندسة ذلك الإنقلاب حتى تكون الصورة أكثر وضوحا.

سنة ١٨٨٥, تقدم جمال الدين الأفغاني بمقترح الى مسؤولي المخابرات ومكتب الشؤون الخارجية البريطانية في لندن بتأسيس تحالف إسلامي ضد روسيا القيصرية يضم عددا من البلدان الإسلامية منها مصر, تركيا وأفغانستان. جمال الدين الأفغاني عاش في الهند فترة من حياته حيث عرض سنة ١٨٨٢ على حكومة الهند البريطانية أن يسافر الى مصر للعمل مع جهاز المخابرات البريطاني. محمد عبده, تلميذ جمال الدين الأفغاني تولى منصب مفتي الديار المصرية بعد أن كان في السابق شيخ الأزهر هو من يتولى كرسي الإفتاء. الحكومة البريطانية قامت بتلك الخطوة حتى تضعف الجامع الأزهر ودوره في مقاومة الإحتلال البريطاني لمصر كما كان دوره في مقاومة الإحتلال الفرنسي مؤثرا في حشد المواطنين المصريين خلف فكرة المقاومة والتحرير. المستشرق البريطاني إدوارد براون تولى مهمة الإشراف على بناء وتكوين تيار إسلامي يوالي الإمبراطورية البريطانية بمساعدة كل من جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده.

الحكومة البريطانية وعبر شركة قناة السويس قامت بتقديم دعم مالي يقدَّر بمبلغ ٥٠٠ جنيه مصري من أجل بناء أول مسجد لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية, إحدى مدن قناة السويس. وفي توقيت متزامن في فلسطين, ظهرت شخصية أمين الحسيني الذي نصبَّته الحكومة البريطانية في منصب المفتي العام للقدس ورئيس اللجنة الإسلامية العليا. جمال البنا وأمين الحسيني ليسوا إلا حلقتي وصل في إطار مشروع بريطاني يهدف الى إنشاء تيار إسلامي في منطقة الشرق الأوسط يوالي بريطانيا ويخدم مصالحها خصوصا محاربة التيارات القومية التي كانت تعادي بريطانيا وتهدد مصالحها.

حسن البنا كان دائم الالتقاء بعدد من السفراء الأجانب في مصر وعلى رأسهم السفير الأمريكي والسفير البريطاني. وخلال مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض خلال شهر سبتمبر/١٩٥٣, كان سعيد رمضان يتناول طعام الإفطار على مائدة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور. سعيد رمضان هو سكرتير حسن البنا الشخصي وزوج إبنته وفاء الذي كان أحد أكثر العناصر تشددا في حركة الإخوان المسلمين ومسؤولا عن عمل خلايا التنظيم في أوروبا. حتى أن التقارير التي رفعت للرئيس الأمريكية خلال تلك الفترة ذكر تنظيم الإخوان المسلمين أنه حليف محتمل وأنه لايشكل خطرا على الولايات المتحدة أو مصالحها.

كما انتقد روبرت دريفوس في كتابه "لعبة الشيطان" مايلز كوبلاند وكتاب "لعبة الأمم" ونفى أن يكون جمال عبد الناصر عميلا أمريكيا وأنه يتم تجنيده من الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة وبريطانيا قبل الثورة وهي التهم التي حاول كوبلاند أن يستميت في محاولة إقناع القارئ بصحتها. وقد حاولت الدولتان تنظيم انقلاب ضد عبد الناصر بالتعاون مع قوى رجعية و إقطاعيين وتنظيم الإخوان المسلمين. بل وكانت هناك محاولة لاغتيال الرئيس المصري التي عرفت بحادثة المنشية الشهيرة سنة 1954. الدولتان كانتا تنظران الى الرئيس المصري على أنه يمثل تهديدا خطيرا ضد المصالح النفطية خصوصا في المملكة العربية السعودية وكان لابد من التخلص منه بطريقة أو بأخرى بعد فشل عملية شرائه وإقناعه بتغيير قناعاته وآرائه.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية







Tuesday, April 19, 2022

Against Elections: The Case for Democracy

هناك عزوف بين مواطني الدول الغربية والأوروبية عن المشاركة في العملية الانتخابية بسبب فقدان ثقتهم في المؤسسات السياسية والسياسيين الذين يعملون لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح ممولي حملاتهم الإنتخابية. إن قضية المال السياسي وتمويل الحملات الانتخابية قضية مثيرة للخلاف حيث يتجدد الجدل حولها مع كل إنتخابات رئاسية أو نيابية خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قررت سنة 2010  المحكمة الأمريكية العليا, أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة, التصويت لصالح قرار رفع الحظر المفروض على تمويل الحملات الإنتخابية من قبل الشركات الربحية والغير ربحية وكذلك النقابات والهيئات العمالية. 

هناك فجوة بين البرامج الإنتخابية وما يتحقق منها على أرض الواقع. تلك البرامج الإنتخابية مجرد وعود وبعضها مستحيل أو صعب التحقيق. ولكن مسألة التمسك بالوهم قديمة قدم التاريخ نفسه, عالم وهمي في مخيلة سياسيون يمتلكون مهارات الخطابة وآخرون ينخدعون بتلك الوعود الزائفة ويستمرون في انتخاب السياسيين المخادعين.

ديفيد فان ريبروك هو كاتب ومؤرخ بلجيكي من مواليد مدينة بروج في مقاطعة فلاندر الغربية شمال غرب بلجيكا. درس الآثار والفلسفة في جامعة لوفان البلجيكية وحصل على درجة الماجستير في علم الآثار العالمي من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة. يكتب ديفيد في عدد من المجالات منها:  الروايات التاريخية والأدب غير الخيالي والروايات والشعر والمسرحيات والنصوص الأكاديمية. وقد حاز على عدد من الجوائز الأدبية والثقافية منها جائزة "أوجوردويي" التي منحت له سنة 2013 عن كتاب "Congo: The Epic History of a People" وجائزة (AKO) الهولندية في مجال الأدب وجائزة ليبريس(Libris) في مجال التاريخ. 

يعالج ديفيد فان ريبروك في كتاب "ضد الإنتخابات, قضية الديمقراطية-Against Elections: The Case for Democracy" مسألة مهمة يرفض الكثيرون الإعتراف بها وهي الخلط بين الإنتخابات والديمقراطية وأن العملية الديمقراطية التي تعاني من مشكلتين إثنتين هما أزمة الكفائة والشرعية تحتاج الى إعادة إحياء لأن نعيش في ظل نظام عفا عليه الزمن بينما الثورة في مجال الاتصالات والإنترنت خصوصا وسائل التواصل الإجتماعي تسمح لنا بتوسيع وتعميم التجربة الديمقراطية الحقيقية بعيدا الإنتخابات التي يعتبرها الكاتب جزأً من المشكلة وليس الحل.

في المقدمة القصيرة لكتاب "ضد الإنتخابات, قضية الديمقراطية", يتحدث المؤلف عن نتائج الإنتخابات الأخيرة على مستوى العالم الذي أنتجت: شعبوية تروج للخوف, عدم ثقة في مؤسسات الدولة والقدح الشخصي(الشخصنة) بعيدا عن أي حوار منطقي أو نقاش عقلاني. ولكن جذور الديمقراطية على مدى ثلاثة آلاف سنة لم تكن تتضمن أي إنتخابات على الإطلاق بل مزيجا من العمل التطوعي والاختيار عن طريق القرعة العشوائية. وبناء على التجارب والدراسات من جميع أنحاء العالم فإن الغرض الحقيقي من الإنتخابات هو إبعاد المواطنين العاديين من المشاركة في صنع القرار عن طريق تعيين مجموعة من الأشخاص من النخبة للحكم عليهم والسيطرة على دوائر صنع القرار.

ولقد كانت الأزمة التي عانتها بلده بلجيكا التي بقيت من دون حكومة لمدة سنة ونصف تقريبا هي أحد الأسباب التي دفعت الكاتب الى تأليف ذلك الكتاب. الإنتخابات هي عامل يشِلُّ الديمقراطية, "نحتقر المنتخبين ونقدس الإنتخابات" كما يذكر الكاتب والمؤرخ في مؤلَّفهِ. الأحزاب والمؤسسات السياسية فاسدة الى اقصى الحدود حيث دخل المال السياسي اللعبة بقوة. الطبقة الأرستقراطية هي التي تحكم مع إستخدام الإنتخابات وسيلة مساعدة بشكل رئيسي. كما أن العملية الإنتخابية التي توصف بأنها ديمقراطية قد أدت الى وصول أشخاص مثل هتلر إلى الحكم. الثورتين الفرنسية والأمريكية هدفتا ليس إلى نشر مبادئ الديمقراطية وإنهاء حكم الطبقة الإقطاعية والأرستقراطية بل الى استبدال النموذج الوراثي بنموذج آخر مختلف في الشكل وليس في المضمون, أرستقراطية المصالح التي يحكمها المال بدلا من الأرستقراطية الوراثية.

الديمقراطية التداولية وليس الإنتخابية أثبتت نجاحا في عدد من الدول وهي تعتبر الأنجح حين انتقالها من المستوى المحلي الى الوطني وليس العكس. في إيرلندا, سمح لعدد من المواطنين تم اختيارهم عشوائيا من مختلف التوجهات في المجتمع بالإضافة إلى عدد آخر تم انتخابه بالمشاركة في إبداء آرائهم أمام مجلس مراجعة الدستور. إن 66 مواطنا تم اختيارهم بطريقة القرعة و33 بطريقة الإنتخابات ساهموا في تعديل 8 بنود في الدستور الإيرلندي بعضها مثير للجدل حيث كانت لهم حرية الإختيار ومشاورة من يرونه مناسبا قبل إبداء آرائهم علانية أمام المجلس. ولاية تكساس الأمريكية تعتبر رائدة في مجال الطاقة البديلة رغم أنها تاريخيا تعتبر أحد أهم الولايات الأمريكية في إنتاج النفط وكل ذلك في إطار تغييرات تم إتخاذ القرار حولها بطريقة تدريجية وفي إطار الديمقراطية التداولية حيث يتم التعامل مع المواطنين على أنهم مواطنون وليس على أنهم قطيع إنتخابي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


Thursday, April 7, 2022

Zealot: The Life and Times of Jesus of Nazareth

ولد رضا أصلان في العاصمة الإيرانية طهران سنة 1972 وهاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة حيث اعتنق المسيحية في عمر 15 عاما ولكنه تخلى عنها وعاد الى جذوره الإسلامية في مرحلة لاحقة من حياته.  تخرج رضا أصلان من جامعة كاليفورنيا-سانتا كلارا بدرجتي البكالوريوس في الدراسات الدينية والدكتوراه في علم الإجتماع. كما أنه نال درجة الماجستير من كلية الدراسات الدينية في جامعة هارفارد, ماجستير في الكتابة من جامعة أيوا. يعمل رضا أصلان بروفيسور للكتابة الإبداعية في جامعة كاليفورنيا-ريفرسايد بالإضافة الى عمله في التأليف والظهور في برامج حوارية على شبكات التلفزة الأمريكية منها سي إن إن وفوكس نيوز.

قدَّم رضا أصلان في كتابه "المتعصِّب, حياة وزمن يسوع الناصري" رواية مختلفة تماما عن الرواية المسيحية للواعظ المتجول الذي قام بالتبشير بمملكة السماء والذي عذِبَ وصلبَ من أجل غفران خطايا البشرية, رواية المسيح المتمرد الذي أطلق حركة ثورية حيث قبضت عليه السلطات الرومانية وصلبته وأبقت جثته معلقة ثلاثة أيام حتى تكون عبرة للأخرين. إنَّ رضا أصلان قد تحدى الافتراضات القديمة المعروفة عن يسوع الناصري وكان عليه في سبيل ذلك أن يستعرض حقبة تاريخية تعود لمئات السنين حيث هناك شخصية تاريخية يحيط بها الغموض عاشت قبل ألفي سنة في منطقة فلسطين التي كانت تحت الحكم الروماني.

من خلال فصول الكتاب, حاول رضا أصلان أن يقدِّمَ رواية متوازنة بين الأناجيل والمصادر التاريخية المختلفة عن حياة يسوع المسيح في عصر صاخب, فلسطين في القرن الأول الميلادي. في كتابه, يصف أصلان رجلا مليئا بالعقيدة والعاطفة ولكن بالتناقضات التي لا يمكن إنكارها: رجل السلام والمحبة الذي يأمر أتباعه بشراء السيوف, طارد الأرواح الشريرة الذي كان يشفي المرض في العلن ولكنه يطلب من أتباعه الحفاظ على هويته سرا. وفي النهاية, لم يتحقق وعد يسوع المسيح خلال حياته التبشيرية القصيرة بأن يتم تحرير اليهود من الحكم الروماني. ولذلك السبب, يشرح رضا أصلان الأسباب التي دفعت الكنيسة إلى أن تقدِّم المسيح في صورة الداعية والمعلم الروحي المسالم بدلا من ثوري يقود حركة سياسية ثورية تهدف في النهاية الى تخليص اليهود من الحكم الروماني ولو عن طريق العنف والقوة المسلحة.

كتاب رضا أصلان أثار الكثير من الجدل في الولايات المتحدة وخارجها حيث تم اتهامه بعدم الدقة والبعد عن النزاهة وأنه يخفي إسلامه وأن الكتاب مؤامرة لتشويه صورة المسيح والمسيحية. ولقد أثار الكتاب المزيد من الجدل بعد إنتشار لقاء على قناة فوكس الأمريكية التي تتبع اليمين الأمريكي المحافظ أجرته مع رضا أصلان المذيعة لورين غرين التي ركزت عن الأسباب التي دفعته وهو مسلم إلى تأليف كتاب عن المسيح. وقد حقق الكتاب مبيعات خيالية بعد تلك المقابلة التي أجاب فيها رضا أصلان على أسئلة المذيعة المتعجرفة بكل ثقة وثبات ونفى عن نفسه تهمة إخفاء إسلامه وأنه ذكر ذلك في كتابه.

ولقد أثار رضا أصلان جدلا في الأوساط المسيحية والعلمانية على حد سواء لتحديه الصورة التقليدية والنمطية المترسخة عن يسوع المسيح التي طبعت في عقول وأذهان المسيحيين المؤمنين وغيرهم من المهتمين بتاريخ المسيحية خصوصا في القرون الأولى من نشأتها. المسيح لم يكن رسول سلام في كتاب رضا أصلان بل كان مناضلا شرسا من أجل الحرية وقوميا يهوديا يريد تحرير الأرض المقدسة من حكم الرومان وإرساء مملكة دينية يهودية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

الحرب عبارة عن خدعة(War is A Racket)

كان سميدلي دارلنجتون بتلر(١٨٨١-١٩٤٠) أكثر ضباط الجيش الأمريكي حصولا على الأوسمة بلغ عددها ١٦ وساما خمسة منها للأعمال البطولية وكان واحدا من ...