إنَّ إسم مارك هيتشكوك(Mark Hitchcock) قد يكون غير مألوف للقارئ العربي, ولكن في الأوساط الكنسية, في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى, يعتبر مارك شخصية معروفة ومشهورة فهو مؤلف ثلاثين كتابا حول نبوءات نهاية الزمان في الكتاب المقدس. يحمل مارك درجة جامعية في الحقوق ودرجة الدكتوراة من كلية دالاس للدراسات اللاهوتية. كما أنه يشغل منصب كبير القساوسة في كنيسة (الإيمان في الإنجيل - Faith Bible Church), كنيسة تتبع المذهب البروتستانتي مقرها الرئيسي في مدينة إدموند في ولاية أوكلاهوما.
كتاب "نهاية النقود-The End of Money" هو أحد مؤلفات مارك هيتشكوك الذي يتحدث فيه عن مجتمع بلا نقود(Cashless Society) من وجهة نظر دينية-مسيحية ومن واقع الكتاب المقدس حيث يربط بين مجتمع بلا نقود, المسيح الدجال ونهاية العالم. يتنبأ الكتاب المقدس بيوم قادم عندما يتمكن شخص واحد من السيطرة على اقتصاد العالم بأكمله. ولكن كيف سوف يحصل ذلك؟ ربما تكون لدينا الآن الإجابات. على أرض الواقع ، نصوص الكتاب المقدس والتقدُّم التكنولوجي تخبرنا بأن مجتمع بدون نقود والإقتصاد العالمي الذي يتحكم به شخص واحد هما أمران لا مفر منهما.
يحاول المؤلف مارك هيتشكوك في كتابه الإجابة على أسئلة مثل: كيف يتم الإعداد لمرحلة الانهيار الاقتصادي وعالم بدون نقود؟ ما هي التكنولوجيا التي تجعل تحقيق ذلك أمرا ممكنا؟ كيف سوف يتمكن المسيح الدجال من السيطرة على الاقتصاد العالمي؟ ماذا سوف يحدث للأشخاص الذين يحاولون مواجهة كل هذا الاضطرابات والفوضى؟
مجتمع بلا نقود أصبح أمرا واقعا بدأ بالتسلل الى حياتنا اليومية ولو ببطء. بداية من استخدام البطاقات البنكية على إختلاف أنواعها, العملات الإلكترونية مثل البيتكوين وتطبيقات الدفع الإلكتروني عبر الهاتف. ولكن فكرة العملة العالمية ليست بجديدة بل هي فكرة تطوّرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومؤتمر بريتون-وودز سنة ١٩٤٤ حيث قدَّم مندوب بريطانيا الإقتصادي جون مينارد كينز مقترح بعملة إحتياطي عالمية تدعى الأنكور(The Anchor) ولكن تم رفض اقتراحه وإعلان الدولار عملة احتياطية عالمية مربوطا بالذهب بسعر صرف ٣٥ دولار/أونصة. ولكن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أعلن سنة ١٩٧١تعويم الدولار مما يعني التخلي عن ربط سعر صرف الدولار بالذهب فيما عرف "صدمة نيكسون." وبذلك بدأ التمهيد لمفهوم الفقاعات والتحضير للأزمات الإقتصادية التي وصلت ذروتها سنة ٢٠٠٧/٢٠٠٨ فيما عرف بأزمة الرهون العقارية والتي كانت أكبر أزمة إقتصادية من ناحية الخسائر حتى تاريخه.
إن التخلي عن النقود الورقية المطبوعة واستبدالها بعملة الكترونية أصبح توجها عالميا والنقاش حوله في وسائل الإعلام أصبح مفتوحا وفي العلن. هناك من يحاول إقناع الشعوب بفوائد مجتمعات بدون نقود ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما حيث يرى مارك هيتشكوك أن مجتمع بلا نقود ليس إلا تمهيد لحكم المسيح الدجال والحكومة العالمية التي يرأسها, النظام العالمي الجديد الذي يتحدث الجميع عنه. الأزمات الإقتصادية ليس إلا وسيلة يتم استغلالها لإقناع شعوب العالم التخلي عن النقود الورقية المطبوعة لصالح العملات الإلكترونية وذلك بإستغلال الخوف والذعر التي تسببه تلك الأزمات.
كتاب "نهاية النقود" تم منحه تقديرات إيجابية من زبائن موقع أمازون حيث نال الرضا الكامل من ٩٠% من زبائن الموقع. كما أنه كتاب يحتوي على الكثير من المعلومات التي تبدو جديدة لمن يقرأها أول مرة, قرائته نوع من أنواع المغامرة التي قد تخبئ العديد من المفاجئات لمن يقرر خوضها.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment