أحد أخطر وأهم الكتاب الذي يحمل فكر التنظيمات الجهادية والتكفيرية التي تستحل دماء المسلمين عبر ذرائع وأسباب مختلفة. وعلى الرغم من أن الكتاب ممنوع من التداول في دول عربية كثيرة ومؤلفه مجهول, أبو بكر ناجي مجرد لقب أو إسم مستعار, إلا أن الكتاب متوفر في أكثر من ١٥ الف رابط على منتديات ومواقع جهادية. ويقال أنه من تأليف سيف العدل, ضابط سابق في الجيش المصري انضم الى تنظيم القاعدة وأصبح أحد أهم الشخصيات فيه. أهمية الكتاب بوصفه الدستور الغير معلن لتنظيم داعش, السفر المقدس للتنظيمات المتطرفة حول العالم, وخطورة الأفكار المذكورة فيه قد دفع الأجهزة الأمنية الأمريكية الى ترجمته وتوزيعه على مسؤولين أمنيين وحكوميين والكليات العسكرية والأمنية.
إن فكرة الكتاب الرئيسية أن الفوضى التي سوف تدب في منطقة ما بعد سقوطها من السيطرة الحكومية سوف تؤدي إلى انتشار التوحش, حالة من العنف الدموي, وأن مهمة التنظيم الجهادي هو إدارة التوحش الى أن تستقر الأمور تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية. من يطلق عليهم في الكتاب إسم المجاهدين عليهم أن يسيطروا على منطقة ما وأن يقيموا فيها إمارة تطبق شرع الله وترعى مصالح الناس وتوفر لهم العلاج والتعليم والطعام في حين تتولى إدارة مركزية التنسيق بين مختلف المناطق. إن كتاب "إدارة التوحش" أخطر من كتب مثل "معالم على الطريق" تأليف سيد قطب أو "الفريضة الغائبة" تأليف محمد عبد السلام فرج لأن مؤلفه قد شرح بالتفصيل خطة منهجية لبناء الدولة من خلال التنظيم واستغلال مرحلة ما بعد انهيار الدولة وليس مجرد نظريات وآيات قرآنية وأحاديث نبوية, بل خطة عمل متكاملة قابلة للتطبيق.
إن التنظيمات الجهادية عاجزة عن خلق استراتيجيات عسكرية أصيلة مواكبة لتطور الزمان والمكان وتبدل الظروف المحيطة بها تكون ناتجة عن علم عسكري حقيقي, إستراتيجيات تجميعية عبارة عن كتب حروب العصابات وخطط الولايات المتحدة في حربها مع الإتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة مع رتوش من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يتم استغلالها وتحريفها عن مقاصدها. الهدف من إدارة التوحش هو الإساءة الى الإسلام وإظهار المسلمين بمظهر برابرة القرن الحادي والعشرين وأنهم عبارة عن همج ورعاع ومتخلفين ولايصلحون لإقامة أي نوع من أنواع الحضارة.
والسؤال هو عن الإستراتيجية التي يتوجب على الدول إتباعها في سبيل مقاومة تلك التنظيمات والحد من خطرها على المجتمع وعلى جيل الشباب بشكل عام. هناك أمر مهم بداية وهو تجفيف الموارد المالية لتلك التنظيمات سواء الداخلية أو الخارجية.
إن تلك التنظيمات تعتمد في جزء كبير من سياستها من أجل تجنيد عناصر شابة على وعود برواتب جيدة وسكن وترتيب أمور حياتية مثل الزواج, تجفيف المنابع المالية لتلك التنظيمات سوف يكشف حقيقتها ويجعلها غير قادرة على الوفاء بتلك الإلتزامات. الأمر الثاني هو أنه على الحكومات أن تهتم بجيل الشباب من ناحية التعليم والعمل وتوفير أدنى ظروف الحياة الكريمة, الوضع الاقتصادي الجيد يضعف من قدرة التنظيمات المتطرفة على التعبئة والتجنيد. كما أنه يتوجب منع تسلل عناصر تحمل أفكارا متطرفة الى نظام التعليم المدرسي والجامعي بل والتشدد في ذلك والفصل الفوري لأي موظف في سلك التعليم تدور حوله أدنى شبهة في تبنيه لأفكار متطرفة. والأمر الأهم هو أنه كما أن تلك التنظيمات تؤمن بإدارة التوحش, على الحكومات هي أن تدير التوحش الخاص بها في مواجهة تلك التنظيمات لأنه كما يقول المثل "لا يفل الحديد إلآ الحديد." ولكن التوحش الحكومي لا يعني القبض على أشخاص أبرياء وزجهم في السجون وتعذيبهم وانتهاك كرامتهم لأن ذلك في النهاية سوف يؤدي الى أن يبحث أولئك الأشخاص عن تلك التنظيمات ويطلبون الإنضمام إليها بدلا من أن تبحث هي عنهم من أجل تجنيدهم, التشديد في العقوبة والحذر مما يسمى توبة أولئك المتطرفين لأن التجارب أثبتت أن أغلبهم يعود الى العمل مع تلك التنظيمات إثر إطلاق سراحهم بعد فترة سجن قصيرة. الدعاية جزء مهم من منهجية التنظيمات المتطرفة ولذلك العمل على تعزيز الدعاية المضادة ورفدها بكافة أنواع الخبرات خصوصا في مجالات مثل علم النفس والإجتماع أمر مهم وحيوي لتفتيت الأفكار المتطرفة.
الكتاب يحتوي على الكثير من الأفكار المضللة والدعاية للتنظيمات الإرهابية وأفعالها الإجرامية. كما أنه قد يكون ممنوعا في بعض الدول العربية. ولذلك لا أنصح بقرائته للجميع خصوصا الأجيال الشابة التي لاخبرة لها والتي قد تنجذب الى الأفكار التي يعبِّر عنها الكتاب. ولابد لقارئ الكتاب أن تكون لديه إطلاع على تلك الجماعات وتاريخ نشأتها وفكرها التكفيري حتى يحقق الإستفادة القصوى من قرائته للكتاب. مؤلف الكتاب هو عبارة عن إسم مستعار أو كنية, لقب لمؤلف الكتاب والمعلومات عن دار التمرد للنشر والتي قامت بطبع الكتاب شبه معدومة.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة مائة كاتب وكتاب
الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية